tgoop.com/ataqiallah/19556
Last Update:
( الترغيب في مخالطة الناس، ومداراتهم في حدود الشرع )
✍قال شيخنا العلامة زيد بن محمد بن هادي المدخلي - رحمه الله -:
" وقد دلّّ على مقتضى هذه الوصية مارواه الأعمش عن يحيى بن وثاب عن شيخ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، قلتُ: من هو؟ قال: ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: (( المسلم الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، أفضل من الذين لا يُخالطهم، ولا يصبر على أذاهم )).
ففي هذا الحديث حث وترغيب على مخالطة الناس، والحرص على القيام بنفعهم في أمر دينهم ودنياهم، واللطف بهم، والصبر على أذاهم في ذات الله؛ لما في ذلك من الأجر والفضل.
وأما مداراتُهم في حدود الشرع؛ فقد قال البخاري: ( باب المداراة مع الناس ) ثم قال: ويُذكر عن أبي الدرداء: (( إنا لنكشر في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم )).
وساق حديث عائشة - رضي الله عنهما - أنه استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل، فقال: (( ائذنوا له فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة، فلما دخل ألان الكلام، فقلت له: يارسول الله، قلت ماقلت، ثم ألنتَ له في القول. فقال: أي عائشة، إن شر الناس منزلة عند الله من تركه الناس - أو ودعه - الناس اتقاء لفحشه )).
وفي هذا الأثر والحديث إرشاد إلى مداراة الأشرار من الخلق رجاء صلاحهم، وطمعاً في استقامتهم إلى الله، أو دفعاً لشرورهم وأذاهم.
ومما ينبغي أن يُعلم: أن المداراة المشروعة هي التي لا يُضحٍّي المسلم من خلالها بشيء من أمور دينه، فإذا رأى أنها تمس دينه بسوء؛ فليدعها حفاظاً على كرامة الدين وعزه وشرفه، وحقَّاً إنه لعزيز وشريف، إذ من أجل إقامته والجزاء عليه كانت الدنيا والآخرة".
📚[ الأفنان الندية شرح منظومة السبل السوية لفقه السنن المروية ( ٧ ، ٣٤٦، ٣٤٧ ) ].
https://www.tgoop.com/Zaid_alMadkhali
BY قناة اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ
Share with your friend now:
tgoop.com/ataqiallah/19556