ATHARTRBAWEYAH Telegram 251
6- عن النضر بن الحارث، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم، يقول: قال لي أبي:

يا بني، اطلب الحديث، فكلما سمعتَ حديثًا، وحفظتَه، فلك درهم فطلبتُ الحديث على هذا.

[ «شرف أصحاب الحديث» ص66 باب: من تألف ولده على سماع الحديث.]

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليق :

هذا في الحرص على الأبناء واستشعار المسئولية.
ونعم الاستثمار،
ونعم التجارة هذه التجارة،
{ نَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ }
لن تبور يعني لن تفسد ولا خسارة فيها والربح فيها أكيد

فإن نعمة الله في الأهل والأبناء عظيمة وإنهم والله هم الاستثمار العظيم وهم المستقبل المضمون وهم باب من أبواب الجنة العظيمة
{ يا أيها الذين آمنو قو أنفسكم وأهليكم ناراً }

قال الإمام الحسن البصري : علموهم وأدبوهم
يعني علموهم دينهم وما يجب عليهم وما يمنع عليهم وما يستحب لهم وأدبهم بالأخلاق العالية والمروءات السامية

فإن المسلم إذا علم أبناءه وأحسن أدبهم وأصلح قلوبهم بالعلم والتقوى والقرآن والسنة وأخلاق السلف الصالحين من الصحابة والتابعين

فإن ذلك صلاح لهم ولمجتمعهم ولأمتهم
وهو عائد بالأرباح الكبيرة للأب المربي
قال ﷺ لما ذكر ما يبقى للميت قال [ أو ولد صالح يدعو له ]

فإن ذكر الولد الصالح فإن دعوة الصالح ليست كغيرها والصالح يدعو بإخلاص ويدعو تقرباً لله عزوجل ببر والديه

كما أمره ربه عزوجل { وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً }
كثير من الناس يفرح فرحاً شديداً ويصرف المبالغ الطائلة الكبيرة لكي يكون ولده ذا علم في الدنيا

كأن يكون طبيباً أو مهندساً أو ما شابه ذلك من دراسة الدنيا وما يعود بالنفع فيها

وهذا الأمر وإن كان جيداً لو حسنت فيه النية وأصلحت فيه القلوب واستعمل في طاعة الله عزوجل،

إلا أنه ينبغي للمسلم أن يفرح أكثر ويتعب أكثر إذا كان علم ولده للآخرة فإن الآخرة خير وأبقى..

فإن الله عزوجل ذم أشد الذم من يذرون الآخرة ويريدون العاجلة وهي الدنيا

وربما رأينا من يفرح ويحتفل لتخرج ابنه من المتوسطة المرحلة الإعدادية وربما أقل
وولده لا يحسن يصلي والله المستعان..

الفرح الحقيقي والحياة الحقيقة هي في الآخرة ومن ضر بآخرته وربح دنيا - إن ربحها - فإنها والله التجارة الخاسرة والاستثمار الذي لا نفع فيه

وغير أن الولد الصالح يدعو لك ..
فإنك شريك له بالأجر في كل ما علمته له فإن علمته الصلاة فأنت شريكه وإن علمته الفاتحة فأنت شريكه.

وإن أحسنت خلقه فأنت شريكه فيما يصنع من خير وهذا والله هو الفلاح كله.

وفيه أصل الباب حديث [ من سنة في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ]

وقال الإمام الحسن البصري :

مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ
إمَامًا لأَهْلِهِ
إمَامًا لحيه
إمَامًا لِمَنْ وَرَاءَ ذَلِكَ
فَلْيَفْعَلْ فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُؤْخَذُ عَنْك إِلاَّ كَانَ لَك فِيهِ نَصِيبٌ.

يريد رحمه الله : أنك إن استطعت أهلك الخير كان تعلمهم الصلاة والقرآن وغيرها من الأمور فافعل.

ولا تكل الأمر لغيرك لكي يكون لك الأجر
وكان الآباء الصالحون يحثون أبنائهم على الخير وعلى الحديث والعلم الشرعي لهذا الداعي أنه خير لهم ولأبنائهم.

ولأن الوالد مسئول عن الولد كما قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

قال محمد بن إبراهيم التيمي رحمه الله : كانت أمي تهب لي الدراهم على طلب العلم.

وعن الحميدي، قال: ربما ألقى الشافعي عليّ وعلى ابنه عثمان المسألة فيقول: أيكم أصاب فله دينار.

وكانت أم الإمام سفيان الثوري رحمه الله تقول له:
اذهب واطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي.

يعني تغزل القماش وتبيعه وتكفيه أمر الدنيا حتى يتعلم فصار إماما أهل زمانه رحمه الله
قال علي بن عاصم :دفع إليّ أبي مائة ألف درهم وقال : اذهب فلا أرى وجهك إلا بمائة ألف حديث.
[ المنتظم 2 / 241 ]

يعني أعطاه مبلغ كبير من المال وقال احفظ اطلب العلم واحفظه.


قال الخطيب في تاريخ بغداد :
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أخبرنا أبو علي ابن الصواف، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
لما سمع يحيى بن أكثم من ابن المبارك وكان صغيرا صنع أبوه طعاما ودعا الناس
ثم قال: اشهدوا أن هذا سمع من ابن المبارك وهو صغير...

وكانت أم صالح زوجة الإمام أحمد تخيط وتغزل وتبيع وتعينهم حتى يتعلم الأبناء أمر دينهم.

والأب يكون قدوة في البيت بعمله فإن الأبناء ينظرون لآبائهم فما صنعوا يصنعون وما أحبوا يحبون

فأكثر المدخنين والله المستعان نقلوا العادة لأبنائهم.

وكثير من الصالحين نقلوا الصلاح لأبنائهم
فأول صلاح أبناءك ونقطة البداية هي صلاحك أنت وصلاح دينك.
=



tgoop.com/athartrbaweyah/251
Create:
Last Update:

6- عن النضر بن الحارث، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم، يقول: قال لي أبي:

يا بني، اطلب الحديث، فكلما سمعتَ حديثًا، وحفظتَه، فلك درهم فطلبتُ الحديث على هذا.

[ «شرف أصحاب الحديث» ص66 باب: من تألف ولده على سماع الحديث.]

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليق :

هذا في الحرص على الأبناء واستشعار المسئولية.
ونعم الاستثمار،
ونعم التجارة هذه التجارة،
{ نَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ }
لن تبور يعني لن تفسد ولا خسارة فيها والربح فيها أكيد

فإن نعمة الله في الأهل والأبناء عظيمة وإنهم والله هم الاستثمار العظيم وهم المستقبل المضمون وهم باب من أبواب الجنة العظيمة
{ يا أيها الذين آمنو قو أنفسكم وأهليكم ناراً }

قال الإمام الحسن البصري : علموهم وأدبوهم
يعني علموهم دينهم وما يجب عليهم وما يمنع عليهم وما يستحب لهم وأدبهم بالأخلاق العالية والمروءات السامية

فإن المسلم إذا علم أبناءه وأحسن أدبهم وأصلح قلوبهم بالعلم والتقوى والقرآن والسنة وأخلاق السلف الصالحين من الصحابة والتابعين

فإن ذلك صلاح لهم ولمجتمعهم ولأمتهم
وهو عائد بالأرباح الكبيرة للأب المربي
قال ﷺ لما ذكر ما يبقى للميت قال [ أو ولد صالح يدعو له ]

فإن ذكر الولد الصالح فإن دعوة الصالح ليست كغيرها والصالح يدعو بإخلاص ويدعو تقرباً لله عزوجل ببر والديه

كما أمره ربه عزوجل { وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً }
كثير من الناس يفرح فرحاً شديداً ويصرف المبالغ الطائلة الكبيرة لكي يكون ولده ذا علم في الدنيا

كأن يكون طبيباً أو مهندساً أو ما شابه ذلك من دراسة الدنيا وما يعود بالنفع فيها

وهذا الأمر وإن كان جيداً لو حسنت فيه النية وأصلحت فيه القلوب واستعمل في طاعة الله عزوجل،

إلا أنه ينبغي للمسلم أن يفرح أكثر ويتعب أكثر إذا كان علم ولده للآخرة فإن الآخرة خير وأبقى..

فإن الله عزوجل ذم أشد الذم من يذرون الآخرة ويريدون العاجلة وهي الدنيا

وربما رأينا من يفرح ويحتفل لتخرج ابنه من المتوسطة المرحلة الإعدادية وربما أقل
وولده لا يحسن يصلي والله المستعان..

الفرح الحقيقي والحياة الحقيقة هي في الآخرة ومن ضر بآخرته وربح دنيا - إن ربحها - فإنها والله التجارة الخاسرة والاستثمار الذي لا نفع فيه

وغير أن الولد الصالح يدعو لك ..
فإنك شريك له بالأجر في كل ما علمته له فإن علمته الصلاة فأنت شريكه وإن علمته الفاتحة فأنت شريكه.

وإن أحسنت خلقه فأنت شريكه فيما يصنع من خير وهذا والله هو الفلاح كله.

وفيه أصل الباب حديث [ من سنة في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ]

وقال الإمام الحسن البصري :

مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ
إمَامًا لأَهْلِهِ
إمَامًا لحيه
إمَامًا لِمَنْ وَرَاءَ ذَلِكَ
فَلْيَفْعَلْ فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُؤْخَذُ عَنْك إِلاَّ كَانَ لَك فِيهِ نَصِيبٌ.

يريد رحمه الله : أنك إن استطعت أهلك الخير كان تعلمهم الصلاة والقرآن وغيرها من الأمور فافعل.

ولا تكل الأمر لغيرك لكي يكون لك الأجر
وكان الآباء الصالحون يحثون أبنائهم على الخير وعلى الحديث والعلم الشرعي لهذا الداعي أنه خير لهم ولأبنائهم.

ولأن الوالد مسئول عن الولد كما قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

قال محمد بن إبراهيم التيمي رحمه الله : كانت أمي تهب لي الدراهم على طلب العلم.

وعن الحميدي، قال: ربما ألقى الشافعي عليّ وعلى ابنه عثمان المسألة فيقول: أيكم أصاب فله دينار.

وكانت أم الإمام سفيان الثوري رحمه الله تقول له:
اذهب واطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي.

يعني تغزل القماش وتبيعه وتكفيه أمر الدنيا حتى يتعلم فصار إماما أهل زمانه رحمه الله
قال علي بن عاصم :دفع إليّ أبي مائة ألف درهم وقال : اذهب فلا أرى وجهك إلا بمائة ألف حديث.
[ المنتظم 2 / 241 ]

يعني أعطاه مبلغ كبير من المال وقال احفظ اطلب العلم واحفظه.


قال الخطيب في تاريخ بغداد :
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أخبرنا أبو علي ابن الصواف، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
لما سمع يحيى بن أكثم من ابن المبارك وكان صغيرا صنع أبوه طعاما ودعا الناس
ثم قال: اشهدوا أن هذا سمع من ابن المبارك وهو صغير...

وكانت أم صالح زوجة الإمام أحمد تخيط وتغزل وتبيع وتعينهم حتى يتعلم الأبناء أمر دينهم.

والأب يكون قدوة في البيت بعمله فإن الأبناء ينظرون لآبائهم فما صنعوا يصنعون وما أحبوا يحبون

فأكثر المدخنين والله المستعان نقلوا العادة لأبنائهم.

وكثير من الصالحين نقلوا الصلاح لأبنائهم
فأول صلاح أبناءك ونقطة البداية هي صلاحك أنت وصلاح دينك.
=

BY آثار وفوائد تربوية


Share with your friend now:
tgoop.com/athartrbaweyah/251

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

5Telegram Channel avatar size/dimensions Deputy District Judge Peter Hui sentenced computer technician Ng Man-ho on Thursday, a month after the 27-year-old, who ran a Telegram group called SUCK Channel, was found guilty of seven charges of conspiring to incite others to commit illegal acts during the 2019 extradition bill protests and subsequent months. Telegram users themselves will be able to flag and report potentially false content. Invite up to 200 users from your contacts to join your channel 4How to customize a Telegram channel?
from us


Telegram آثار وفوائد تربوية
FROM American