tgoop.com/ayedh1/15706
Last Update:
قالت: أنا خائفة وحزينة جدًا ومكتئبة، وأفكر أن انتحر!
فقال لها: الذي أعرفه هو أنَّ الذي يريد أن ينتحر فهذا يعني أنَّ الدنيا بالنسبة له لا تساوي شيئًا، وإذا كانت الدنيا بالفعل لا تسوى عنده شيئًا؛ فلماذا يحزن ويخاف على الدنيا أو من الدنيا أصلاً، ولماذا يهتم لها وبمن فيها ويكتئب بسببهم؟!
أعرف أن هذا النمط من التفكير قد لا يصادف قبولاً أو تفهمًا في هذه اللحظات الحرجة، لكن دعينا نفكك الأمر، لأجل أي شيء تريدين أن تنهي كل شيء. خسرت شيئًا ما فحزنت وأصبحت تريدين أن تخسري كل شيء! أما تريدين أن تهربي من شيء فتهربي من كل شيء. فكري بهدوء في الحقيقة، أي شيء لا يعني كل شيء! ولو فكرت قليلاً لأدركت أن هناك تناقض، إنك لا تريدين أن تخسري شيء ما لكنك الآن بسببه تريدين خسارة كل شيء!
تريدين الخلاص من الدنيا لأنَّك توهمت أنك فقدت شيئًا فيها أو أنها أوصدت بابًا دونك، وأن هذه الخسارة الواحدة أو خسارة بضعة أشياء هي الدافع لك حقًا للحزن والقلق والخوف إلى درجة أنك تفكرين في تنتهي منها كلها وتخسرين كل شيء، أليس هذا يعني أن هذه الدنيا كلها لا تعني لك شيئًا. وهذا تناقض، فإذا كانت كلها لا تعني لك شيئًا فلماذا شيء واحد أو بضعة أشياء تؤثر عليك إلى هذا الحد؟ فمثل هذا الإنسان الذي يفكر بمثل هذه الطريقة كمثل الذي يريد أن يقتل نفسه كي يشعر به من يحبه وهو معرض عنه، ولو تأمل ذلك مليًا لعلم أنَّ حقيقة فعله هو أنه رحل عمن يحبه حين تخلص من نفسه، وأي فائدة من أن يشعر به محبوبه وهو قد مات!
ثم تذكري أن من كانت الدنيا في قلبه ولا مساحة فيه لغيرها ضاق قلبه بها، وعاد حرصه عليها سببًا في كرهها بتضييق حياته وتنكيد نفسيته وانقلاب أحواله، وهكذا كل من أحب شيئًا لغير الله صار ذلك الشيء مصدر عذابه وشقائه وعنائه ونكده وخوفه، وانقلب حبه كرهًا، وقربه بعدًا، وأمنه خوفًا، ولذته سقمًا.
BY رؤى وأفكار
Share with your friend now:
tgoop.com/ayedh1/15706