tgoop.com/ayedh1/15723
Last Update:
استشارة:
"فيه رسالة نشرتها بقناتك وأبي أناقشك فيها؛ ولعلها "مشكلة" تحتاج حل أكثر من كونها نقاش. هذي الرسالة، الجزء فيما يتعلق (...لتحقيق الأنس والألفة بذاته بكسب مودة الناس...)، حقيقةً أنا أينما أكُن يظهر مني تصرفات الرغبة بمساعدة الأخير والتسهيل عليهم فيما أستطيع؛ وألقى ثناءً كبير جدًا على ذلك، وما إن يزداد التقارُب أكثر مع شخص أو عدة أشخاص، فجأة وبدون أي تصرُّف مُنفر أرى ابتعادهم بالرغم من أنه لم يكُن أي شيء يدعو لهذا النفور! ولكن هل أجد حلًا لهذا عندك؟"
الجواب:
حياكم الله، هناك أمران، واحد يتعلق بك كفرد، وآخر يتعلق بالناس. الاثنان يؤثران فيك، لكن واحد تمتلكينه والآخر لا.
الأول: ما تملكينه فهو تصرفاتك تجاه الناس، وهذه يجب فيها مراعاة ما يلي:
١-أن تكون خالصة لوجه الله، فيكون إحسانكم لهم لوجه، وليس لأجل سمعة أو رياء. لماذا؟ لأنها إذا كانت لله فلن تتأثري كثيرًا بجحودهم لو حصل ذلك، لأن أكثر من يحبط ويحزن ويكره الناس هو من ينتظر منهم الجزاء والشكر على إحسانه لهم، وطبع معظم الناس للأسف الجحود والنكران عند أدنى سبب، بل ربما بدون سبب، تنتهي المصلحة فيولي مدبرًا.
٢-أن فعلك للإحسان يجب يكون بلا تكلف، بل حسب قدرتك وما يسمح به مجهودك، ولمن يستحق، فأكثر من يرجع بالحسرة والخيبة هو من يبذل جهدًا عظيمًا لأي شخص، فيصدم لاحقًا بقسوته وجحوده.
أما الثاني: فهو الذي لا تملكينه مهما فعلت، وهو كيفية تصرف وتعامل الناس معك، فالناس كثير منهم مزاجيين وأصحاب مصالح، يأخذ مصلحته ثم يجحد المعروف وكأنه لا يعرفك، بل ربما صار معروفك له سببًا في عداوته ولله في خلقه شؤون. ويجب أن تنتبهي، فكثير منهم لديهم مشاكل نفسية وأنت لا تعرفين ذلك عنهم إطلاقًا، فتظنين أنهم يتصرفون معك كأسوياء، وهم في الحقيقة ليس كذلك، بل يحتاجون إلى رحمة وتفهم وفي الوقت نفسه عدم إهدار الجهود والنفسيات والعواطف في تفسير تصرفاتهم السلبية.
فهذ النوعيات بالفعل موجودة ومنتشرة ومزعجة،
ونصيحتي لك أن تكون علاقاتك مصنفة إلى نوعين:
١-نوع عابر، يحكمه الابتسامة وحسن الظن، وبذل الخير إذ تيسر، لكن دون دخول عميق في العلاقات ولا الخصوصيات ولا المشاعر القلبية، المحبة أو الكراهية، وتكون مثل علاقة في محطة سفر، تنتهي عند تلك المحطة وتتوقف ولا تتجاوزها، ولا ترجعين بها معك.
٢-علاقة متينة وثابتة، وهي الصداقة الحقيقية القائمة على معدن الشخص الأصيل، ومثل هذا الشخص يغفر له ذنبه، ويحسن الظن به، وتشفع له سيرته الطويلة الحسنة. وهذه العلاقة الأخيرة قليلة جدًا بالمقارنة مع العلاقة بالعابرين، وهذا أمر طبيعي، ولا بد أن نتأقلم معها.
BY رؤى وأفكار
Share with your friend now:
tgoop.com/ayedh1/15723