tgoop.com/badrth313/303
Last Update:
كنتُ قد كتبت عن نعمة الإحساس بالجمال، والذي أعتقده يقينًا أنه ما زاد عبد في التذوق الجمالي إلا كان أكثر قابلية لتلقي جماليات الوحي، وفي حديث أبي موسى في الصحيحين حديث عن هذه القابلية : "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث أصاب أرضًا، فكان منها نقية، قبلت الماء..."[1]
هذا القبول هو عين ما أردته؛ فجماليات الوحي كالمطر، تصيب محلًا قابلًا فتنبت وتزهر.
وبما أن الليل طويل، والوقت لائق بحديث المسامر، أهديكم مقطوعة تعجبني، وهي مع جمالها غير مشتهرة؛ وقد صانها رب الجمال من ابتذال عامة المتعاطين للغة.
جاءت في ترجمة فتح الله بن النحاس هذه الأبيات، أعجبني منها وصفه لخوف المحب من هجمة الرقيب، وصف لمشاعر الإقدام والإحجام لمحبّ التقى خلسة بنسخة روحه؛ يقول في قصيدة مطلعها:
" طرقَت طروق الطيف وهْنا .. ميالة الأعطاف حسنا"
إلى أن قال:
" وأقمت أنصب نحوها طَرْفـاً ونحو الباب أذْنا
أخشى يُحِـسَّ بـنـا الـنّسيـ مُ فيخبر الروض الأغنّا
ويولّد الوسواس لي جَرس الحليّ إذا أرنّا
فتـقـول مـسـكـينُ المتيّـ مُ بالـنـســـيمِ يسيءُ ظنّا
طب يافتى نفسًا فقد نامت عـيونُ الحيّ عنّا"[2]
لمثل هذا يطرب الإنسان.
——————
[1] رواه البخاري 79، ومسلم 2282
[2] نفحة الريحانة (2/ 528)، وبالمناسبة هذا الكتاب فيه ترجمة مغمورة لشيخ مذهبنا في زمانه الشيخ مرعي الكرمي -رحمه الله- (2/ 244- 250)
BY قناة بدر آل مرعي
Share with your friend now:
tgoop.com/badrth313/303