tgoop.com/bardjass/1723
Last Update:
مطوية فضل الصحابة رضي الله عنهم للشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله
نص المطوية:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد:عباد الله، إن محبة أصحابِ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دينٌ يُدانُ الله به ، وقربةٌ يُتَقَرَّبُ بها إلى الله ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ؛ فهم أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؛ فضلُهُم من فضله مأخوذ ومستمد، وهم خير القرون بشهادة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فكما أنه ـ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أفـضـل ولـد آدم وسيدهم، فكذلك أصحابه - رَضِيَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُمْ - أفضل أصحاب وُجِدوا على وجه الأرض.
يقول ابن عمر - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُما -: «لا تَسُبُّوا أصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فَلَمُقَامُ أَحَدِهِم ساعةً خير من عمل أحدِكُم عُمُرَه، وفي رواية: «خيرٌ من عبادة أحدكم أربعين عامًا». قد رضي الله ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ـ عنهم ورضوا عنه؛ كما قال ــ جَلَّ وَعَلَا : لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ﴾ [الفتح: ١٨]، وكما قال تَعَالَى : ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: ١٠٠].
وزگاهم الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - أبلغَ تزكية، ثم أمرنا بالاستغفار لهم، ونهانا عن بغضهم وشنآنهم؛ فقال الله ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى -:﴿لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الحشر: ۸-۹-١٠] .
فالمستحق للفيء هم المهاجرون والأنصار ، ومَن تَبِعَهُم بإحسان، وترضّى عنهم، واسْتَغْفَرَ لَهُم، فمن لم يكن كذلك؛ فليس له في الفيء حظ ؛ يقول أنس - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -: «مَنْ سَبَّ أصحابَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فليس له في الفيء نصيب؛ لأن الله - تَعَالَى ـ يقول: ﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ﴾ إلى آخر الآية».
ولِعَظِيمِ فَضْلِ الصَّحَابَةِ، وكَبِيرِ قَدْرِهِمْ؛ فإن عملَهُم مُضاعَفٌ، وأجرَهُم مَوفُورٌ؛ لِكَوْنِهِمْ نَصَرُوا الإسلام، وأنفقوا من أجل رِفْعَتِهِ، في حالِ قِلَّةِ أَهْلِهِ، وكَثْرَةِ الصَّوارِفِ عَنْهُ، وَضَعْفِ الدَّواعِي إِلَيْهِ.
يقول ـ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ـ كما في (الصحيحين) عن أبي سعيد الخُدْرِي - رضي الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى عنه : «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ»؛ فإنفاق أحد السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار مُدَّ بُرٌ أو نِصْفَ مُدَّ بُرٌ أفضلُ مِن نفقة من بعدَهُم ذهبًا خالصًا وزنُهُ كَجَبلٍ أُحُدٍ، وَ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهَ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظيمِ ﴾ [الحديد: ٢١ ، الجمعة: ٤].
وكما أن محبة أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قربةٌ، فإن سبهم أو بغضهم إثم كبير ونفاق مبين؛ يقول الإمام أبو زُرْعَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ : «إذا رأيتم رجلًا يتنقص أحدًا من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فاعلموا أنه زنديق؛ وذلك لأننا نعلم أن القرآن حَقٌّ، وأن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَقٌّ، وإنما نقل إلينا هذا القرآن وهذه السنن أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فإنما يريدون أن يقدحوا في شهودنا؛ ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرحُ بهم أولى؛ فإنهم زنادقة».
BY تراث الشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم ❀•°
Share with your friend now:
tgoop.com/bardjass/1723