tgoop.com/bassembech/5374
Last Update:
في كتاب بعنوان (التصوف) ليوسف زيدان ينقل عن شيخ الطريقة العزمية نقطة لافتة في تعبيره عن رؤيته الرافضة لأي ارتباط بالسياسة قائلا "وكان السيد أحمد ماضي يكره العمل السياسي، وكان يؤكد أن كرسي الحكم لو كان محل نظر الله تعالى، لأجلس عليه الإمام الحسين بن علي، ومنع عنه يزيد بن معاوية الفاسق، وكان يردِّد دوما: السياسة نجاسة، وهي العبارة التي اشتهرت على ألسنة العزمية بعد ذلك" [١]
هذا الحال يشرح وضع الخطاب المزدوج، حين يجري اتخاذ الزهد السياسي مبدأ مقدسًا لا بدافع حكمة سياسية، بل ضمن استدلال جبري يسخِّر الدين لإعادة إنتاج الحياد تجاه الحياة العامة باعتباره فضيلة، متخذًا مواقف أكثر قطعية بناء على أحداث تاريخية، بشكل جبري، مع أن الحسين نفسه مارس السياسة لآخر يوم في حياته، وفي حين لم تنجح ثورته، تحول ذلك إلى آلية لتحويل الهزيمة إلى لحظة مجمدة لتضحى قدرًا إلهيًا على كل مسلم.
بل إن صيغة الاحتجاج والتي تبدو فاضحة، هي في الحقيقة وجه مغاير للغة التنفير عن النقاش السياسي، ذلك الذي تجده متفشيًا في أوساط اشتهرت بنقد (التصوف) لكن صاغت مواقفها من العالم بتبني خطاب العزلة والزهد السياسيين، وهي اللغة التي تراكمت على مر السنين فوجدت في مختلف الأوساط حضورًا، كالتي تدار في بعضها تحت عبارة (من السياسة ترك السياسة).
[١] التصوف، يوسف زيدان، ص٧٦.
BY باسم بشينية

Share with your friend now:
tgoop.com/bassembech/5374