tgoop.com/bassembech/5378
Last Update:
خلال الاتحاد السوفييتي، لم يكن مرحبًا بأي شعائر تتعارض مع حتميات الاقتصاد الاشتراكي المخطط، وهكذا أعادت القيادة في الحزب الشيوعي النظر في عيد الأضحى داخل الجمهوريات ذات الأقلية المسلمة، بنفس تلك الطريقة التي تعاملت بها بعض الدول التي تدّعي انتسابها للمشروع الإسلامي، ولكن بمنهجية أكثر براغماتية.
فالعيد بحسب الرؤية الماركسية ليس سوى ممارسة برجوازية متخلفة تلحق ضررًا بالمقدرات الوطنية، وتهدر موارد الدولة التي يجب توظيفها في بناء الطلائع الاشتراكية، لا في إشباع شعائر كانت تعتبر لدى السوفييت أحد الأدوات التي تعطل عجلة الإنتاج.
وقد كان يروي أحد مؤرخي الحزب الشيوعي تصور الحزب لما كان يحدث بمنتهى الدقة:
"دمروا الممتلكات الوطنية، وأبادوا الماشية، في قراشاي، كان ٤٤ في المائة من إجمالي الثروة الحيوانية في أيدي القوقاز، وفي عام ١٩٣٠ انخفضت هنا بنسبة ٢١ في المائة، وعلى مدى ثلاثة أسابيع، قامت عشرون مزرعة بذ/بح ٣٢٠ رأسًا من الماشية ١٢٦٠ رأسًا من الأغنام. تم ذبح ماشية بقيمة ٢٩٢٥٠٠ روبل في ٧ مناطق وطنية في شمال القوقاز، وكان من الممكن باستخدام هذه الأموال شراء ١٩٦٢ جرارًا".
(أسئلة قيادة الحزب بشأن القضاء على التفاوت القومي بين شعوب، ١٩١٧- ١٩٤٥، تشيركيسك، الاتحاد السوفييتي، ص٨٥)
وبحكم منطق الاقتصاد المركزي الذي لا يترك للمجتمع هامشًا مما كان يعبر عنه الماركسيون بالفوضى المالية، كان لا بد من التدخل لإيقاف ما اعتبر نزيفًا الاقتصاديًا، وكما لا يحق للعامل أن يبدِّد فائض القيمة الذي يخلقه، فلا يحق للفلاح أن يذبح ماشيته بما لا يخدم توجهات الاشتراكية العلمية، بينما يمكن لهذه الموارد أن تستغل في تصنيع الجرارات وإقامة مزارع نموذجية تخدم المشروع التقدمي.
ولسخرية المفارقة تجد ما كان يومًا محل تنديد من قبل البعض، بات اليوم يمرَّر الدفاع عنه، وهو نفس الخطاب الاقتصادي، ولكن هذه المرة بشعارات إسلامية تغلِّف نفس الفكرة السوفييتية القديمة: لا حق للفرد في تقرير مصير موارده، فالدولة وحدها هي صاحبة القرار، سواء حملت المطرقة والمنجل أم رفعت شعارًا الإمامة العظمى.
BY باسم بشينية

Share with your friend now:
tgoop.com/bassembech/5378