CHARHKIATABTAWHIDBINBAZ Telegram 393
📚66 باب قول الله تعالى: {يظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}📚

📚 المتن 📚

📚باب قول الله تعالى: يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ [آل عمران:154]

وقوله: الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ [الفتح:6].

قال ابن القيم في الآية الأولى: فسر هذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله، وأن أمره سيضمحل، وفسر بأن ما أصابه لم يكن بقدر الله وحكمته. ففسر بإنكار الحكمة، وإنكار القدر، وإنكار أن يتم أمر رسوله، وأن يظهره الله على الدين كله. وهذا هو ظن السوء الذي ظن المنافقون والمشركون في سورة الفتح، وإنما كان هذا الظن السوء لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه، وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق.

فمن ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق، أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره، أو أنكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد، بل زعم أن ذلك لمشيئة مجردة، فذلك ظن الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار.

وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته، وموجب حكمته وحمده.

فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا، وليتب إلى الله، وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء. ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر وملامة له، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا؛ فمستقل ومستكثر، وفتش نفسك، هل أنت سالم؟

فإن تنج منها تنج من ذي عظيمةوإلا فإني لا إخالك ناجيا📚

📚 شرح الشيخ 📚

الشيخ: يقول رحمه الله باب قول الله تعالى: يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ [آل عمران:154]، وقوله تعالى: الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا [آل عمران:168]، وقوله سبحانه: الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ [الفتح:6] .

ثم ذكر كلام ابن القيم رحمه الله في هذا الباب، والمقصود من هذا الباب بيان أن كثيرا من الناس لا يسلم لله حكمته، ولا يسلم لله قدره السابق، ولا يسلم لله ما أراده سبحانه من تنبيه العباد على أغلاطهم وأخطائهم حتى يستعدوا وحتى ينتبهوا، بل أساؤوا الظن بالله من وجوه كثيرة: منهم من يظن أن ما يقع من الأشياء التي تخالف هواه أنه لم يكن عن حكمة ولا عن قدر سابق، ومنهم من يظن أنه بمجرد المشيئة لا عن حكمة فقط، ومنهم من يظن أن الله جار على عباده وظلمهم حتى فعل كذا وفعل كذا، ظلم فلان وأخر فلانا وأصح فلانا وأمرض فلانا لماذا؟

فهذه أمور الناس الكثيرة، ولهذا قال  في المنافقين: وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ [آل عمران:154] في قصة أحد لما وقعت وقعة أحد وجرى على المسلمين ما جرى من الهزيمة والجراح وقتل سبعين منهم يوم أحد نجم النفاق، تكلم المنافقون بما تكلموا به وظنوا بالله غير الحق فيقولون هل لنا من الأمر شيء؟ هل لنا تصرف في هذا الأمر، ويقولون: لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا [آل عمران:154] يعني أننا مجبورون وليس لنا أمر، ولكن قادنا محمد إلى هذا الأمر حتى وقع ما وقع، وهذا كله من جهلهم وضلالهم، وقلة بصيرتهم وعمى قلوبهم، فلهذا ظنوا بالله ظن السوء، وظنوا أن ما وقع لم يكن عن حكمة بالغة، وظنوا أن الله لا ينصر رسوله، وأن هذا النبي سيضمحل أمره وستكون الدائرة عليه، وظنوا أن ما وقع لم يكن إلا بمجرد المشيئة، فصار ظنهم هذا يجمع بين سوء الظن بالله من جهة أنه لا ينصر أولياءه ولا ينصر رسوله، ومن جهة أنه لا يعمل عن حكمة ولا تقع أفعاله عن حكمة بل لمجرد المشيئة المجردة، فهذا كله باطل، ولهذا بين الله في كتابه العظيم حكمه وأسراره فيما يفعله، وفيما يقضيه، وفيما يشرعه ، وأنه يبتلي عباده بالسراء والضراء والشدة والرخاء ليبتليهم وليمحص ما في قلوب المؤمنين، ويمحق الكافرين، وليتب المؤمنون إليه ويستغفروه، وليعدوا أنفسهم إعدادا عظيما للقائه ، والقيام بحقه .

قال جل وعلا في كتابه العظيم: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ۝ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ۝ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ [آل



tgoop.com/charhkiatabtawhidbinbaz/393
Create:
Last Update:

📚66 باب قول الله تعالى: {يظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}📚

📚 المتن 📚

📚باب قول الله تعالى: يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ [آل عمران:154]

وقوله: الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ [الفتح:6].

قال ابن القيم في الآية الأولى: فسر هذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله، وأن أمره سيضمحل، وفسر بأن ما أصابه لم يكن بقدر الله وحكمته. ففسر بإنكار الحكمة، وإنكار القدر، وإنكار أن يتم أمر رسوله، وأن يظهره الله على الدين كله. وهذا هو ظن السوء الذي ظن المنافقون والمشركون في سورة الفتح، وإنما كان هذا الظن السوء لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه، وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق.

فمن ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق، أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره، أو أنكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد، بل زعم أن ذلك لمشيئة مجردة، فذلك ظن الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار.

وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته، وموجب حكمته وحمده.

فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا، وليتب إلى الله، وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء. ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر وملامة له، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا؛ فمستقل ومستكثر، وفتش نفسك، هل أنت سالم؟

فإن تنج منها تنج من ذي عظيمةوإلا فإني لا إخالك ناجيا📚

📚 شرح الشيخ 📚

الشيخ: يقول رحمه الله باب قول الله تعالى: يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ [آل عمران:154]، وقوله تعالى: الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا [آل عمران:168]، وقوله سبحانه: الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ [الفتح:6] .

ثم ذكر كلام ابن القيم رحمه الله في هذا الباب، والمقصود من هذا الباب بيان أن كثيرا من الناس لا يسلم لله حكمته، ولا يسلم لله قدره السابق، ولا يسلم لله ما أراده سبحانه من تنبيه العباد على أغلاطهم وأخطائهم حتى يستعدوا وحتى ينتبهوا، بل أساؤوا الظن بالله من وجوه كثيرة: منهم من يظن أن ما يقع من الأشياء التي تخالف هواه أنه لم يكن عن حكمة ولا عن قدر سابق، ومنهم من يظن أنه بمجرد المشيئة لا عن حكمة فقط، ومنهم من يظن أن الله جار على عباده وظلمهم حتى فعل كذا وفعل كذا، ظلم فلان وأخر فلانا وأصح فلانا وأمرض فلانا لماذا؟

فهذه أمور الناس الكثيرة، ولهذا قال  في المنافقين: وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ [آل عمران:154] في قصة أحد لما وقعت وقعة أحد وجرى على المسلمين ما جرى من الهزيمة والجراح وقتل سبعين منهم يوم أحد نجم النفاق، تكلم المنافقون بما تكلموا به وظنوا بالله غير الحق فيقولون هل لنا من الأمر شيء؟ هل لنا تصرف في هذا الأمر، ويقولون: لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا [آل عمران:154] يعني أننا مجبورون وليس لنا أمر، ولكن قادنا محمد إلى هذا الأمر حتى وقع ما وقع، وهذا كله من جهلهم وضلالهم، وقلة بصيرتهم وعمى قلوبهم، فلهذا ظنوا بالله ظن السوء، وظنوا أن ما وقع لم يكن عن حكمة بالغة، وظنوا أن الله لا ينصر رسوله، وأن هذا النبي سيضمحل أمره وستكون الدائرة عليه، وظنوا أن ما وقع لم يكن إلا بمجرد المشيئة، فصار ظنهم هذا يجمع بين سوء الظن بالله من جهة أنه لا ينصر أولياءه ولا ينصر رسوله، ومن جهة أنه لا يعمل عن حكمة ولا تقع أفعاله عن حكمة بل لمجرد المشيئة المجردة، فهذا كله باطل، ولهذا بين الله في كتابه العظيم حكمه وأسراره فيما يفعله، وفيما يقضيه، وفيما يشرعه ، وأنه يبتلي عباده بالسراء والضراء والشدة والرخاء ليبتليهم وليمحص ما في قلوب المؤمنين، ويمحق الكافرين، وليتب المؤمنون إليه ويستغفروه، وليعدوا أنفسهم إعدادا عظيما للقائه ، والقيام بحقه .

قال جل وعلا في كتابه العظيم: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ۝ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ۝ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ [آل

BY شَرْحُ كِتَابِ الْتَوْحِيدِ ابْنُ بَازْ


Share with your friend now:
tgoop.com/charhkiatabtawhidbinbaz/393

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Hui said the time period and nature of some offences “overlapped” and thus their prison terms could be served concurrently. The judge ordered Ng to be jailed for a total of six years and six months. In handing down the sentence yesterday, deputy judge Peter Hui Shiu-keung of the district court said that even if Ng did not post the messages, he cannot shirk responsibility as the owner and administrator of such a big group for allowing these messages that incite illegal behaviors to exist. Telegram Android app: Open the chats list, click the menu icon and select “New Channel.” Users are more open to new information on workdays rather than weekends. A Telegram channel is used for various purposes, from sharing helpful content to implementing a business strategy. In addition, you can use your channel to build and improve your company image, boost your sales, make profits, enhance customer loyalty, and more.
from us


Telegram شَرْحُ كِتَابِ الْتَوْحِيدِ ابْنُ بَازْ
FROM American