‏عصيتُك جاهلًا ربي وإني
‏أُقرّ بما أتيتُ من التَجنّي
‏وأرجو العفوَ إنكَ يا عفوٌ
‏تحبّ العفوَ ربي فاعفُ عنّي

‏وَلَمّا اِلتَقَينا لِلوَداعِ غُدَيَّةً
وَقَد خَفَقَت في ساحَةِ القَصرِ راياتُ

بَكَينا دَماً حَتّى كَأَنَّ عُيونَنا
لِجَريِ الدُموعِ الحُمرِ فيها جِراحاتُ

وَكُنّا نُرَجّي الأَوبَ بَعدَ ثَلاثَةٍ
فَكَيفَ وَقَد كانَت عَلَيها زِياداتُ

ابن زيدون

-
يا ربّ..
أنا في انتظَارِ النهاياتِ السَّعِيدة
التي عِشتُ دهرًا أبحثُ عنها،
أتخيَّلها وأحلمُ بها..

يا ربّ أدعوكَ
ألا تَغلِبُني هذه الدُّنيا أكثر،
وأنا الذي لا حَول لي بها ولا قُوَّة

ومَا يُزكِّيني يقِيني بأنَّني عَبدَك ولَن تُضيِّعُني أبدًا.

{حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَٰزَعْتُمْ فِى ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۗ مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ لِيَبۡتَلِيَكُمۡۖ وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ}
(سورة آل عمران: 152)

أشد عتابات القرآن وجعًا وإيلامًا!
بعدما أراكم الله النصر الذي تحبونه، ومع ذلك خالفتم أوامره ونهيه، تنازعتم وعصيتم! عتاب يحمل بين طياته ألمًا عميقًا يلامس القلوب، يذكرنا بأن الغفلة عن طاعة الله في لحظات النصر قد تكون سببًا للهزيمة، لكن رحمة الله دائمًا تسبق غضبه، حيث يختم الآية بقوله: "وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡ".

عتاب ممتزج بالرحمة، يخاطب الإنسان ليظل واعيًا ويقظًا، فلا يترك نفسه للهوى والرغبات!

كان من عادة المرأة العربيَّة ألا تنوِّم ولدَها وهو يبكي، خوف أنْ يسريَ الهمُّ في جسمه، و يدبَّ في عروقه، و لكنها كانت تنازعُه وتضاحكه حتى ينام و هو فرح مسرور، فينمو جسدُه و يصفو لونُه ودمه، و يشف عقله.

▪︎|مروج الذهب للمسعودي

أَحْيانًا نَكْتُبُ لِلْجَمِيعِ لِيَقْرَأَ شَخْصٌ وَاحِدٌ!

-محمود درويش

طويل الشوق يبقى في اغترابِ
فقيرٌ في الحياة من الصحابِ

ومن يأمنكِ يا دنيا الدواهي
تدوسين المُصاحب في التراب

وأعجب من مُريدك وهو يدري
بأنك في الورى أمُ العُجابِ

ولولا أنَّ لي معنى جميلًا
لبِعتُ المُكثَ فيها بالذهابِ.

لا تَحسَبي أَنّي هَجَرتُكِ طائِعاً
حَدَثٌ لَعَمرُكِ رائِعٌ أَن تُهجَري
وَلَتَبكِيَنّي الباكِياتُ وَإِن أَبُح
يَوماً بِسِرِّكِ مُعلِناً لَم أُعذَرِ
يَهواكِ ما عِشتُ الفُؤادُ فَإِن أَمُت
يَتبَع صَدايَ صَداكِ بَينَ الأَقبُرِ
إِنّي إِلَيكِ بِما وَعَدتِ لناظِرٌ
نَظَرَ الفَقيرِ إِلى الغَنِيِّ المُكثِرِ
تُقضى الدُيونُ وَلَيسَ يُنجِزُ مَوعِداً
هَذا الغَريمُ لَنا وَلَيسَ بِمُعسِرِ
ما أَنتِ وَالوَعد الَّذي تَعِديني
إِلّا كَبَرقِ سَحابَةٍ لَم تُمطِرِ
قَلبي نَصَحتُ لَهُ فَرَدَّ نَصيحَتي
فَمَتى هَجَرتيهِ فَمِنهُ تَكَثَّري

-جميل بثينة

﴿لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾

وأدري أنَّني لاهٍ
وذنبي أنَّني أدري!

بكرة بتشتّي الدّني
عالقصص لـمْجَرَّحة

فَلَئِن بَقيتُ لَأَصنَعَنَّ عَجائِباً
وَلَأُبكِمَنَّ بَلاغَةَ الفُصَحاءِ

يعيش الإنسان عُمرَه يُصارع الحياةَ والناسَ ونفسَه..
وما أشدَّ صِراعَ نفسِه.

ويظنُّ بَعْضُ الجَاهِلِيِنَ بِأنَّنِي
مُتَكَبِّرٌ مُتَغَطرِسٌ كذّابُ

تبًّا لَهُم ولِجَهْلِهِمْ وَلِحِقدهِمْ
أَوَ مِثلُ شَخصِيِ فِيِ الحَيَاةِ يُعَابُ؟

ما المسِيحُ ابنُ مَريم إلا رَسولٌ

وأشيحُ عنك نواظري لكنني
‏في خِلسةٍ أهفو إليك وانظرُ

‏كم يتعبني أدب أيوب مع ربه، ذلك الذي لم يقل سوى أنه قد مسه الضر، فقط مسه. أستغفر الله العلي العظيم من كل نقمةٍ على الابتلاء أو جزعٍ من الأقدار.

أَنْصْمُدُ حِينَ تَرْتَعِدُ الْفِيَافِي
أَنَضْحَكُ حِينَ يَصْفَعُنَا الْغُبَارُ ؟

أَيَحْمِلُنِي غَرَامُكَ حِينَ أَهْوَى
أَيَهْدِينِي يَقِينُكَ إِذْ أَحَارُ ؟

‏" هجرتُ، وكان الهجر أشفى وأسلَما "

«لو أنَّ لي دعوةً مجابة؛ لدعوتُ الله أن يغفر للعُشّاق! لأنّ حركاتهم اضطراريّة لا اختياريّة»

- الفضيل بن عياض.