Telegram Web
كَانَ كُلَّمَا فَقَدَ شَيْئًا وَضَعَ اللَّوْمَ عَلَى نَفْسِهِ، دَوْمًا كَانَتْ هُنَاكَ حَرْبٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ، بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ كَثِيرًا مَا كَانَ يَسْتَحِقُّ الْمُوَاسَاةَ، وَلَكِنْ لَازَمَهُ شُعُورٌ أَنَّهُ الْعِلَّةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ.

وَمَا النَّفْسُ إِلَّا حَرْبَةٌ مُسْتَعَارَةٌ
فَلَا تَرْتَجِي فِيهَا سِلْمًا وَلَا عَدْلَا

_ أحمد شوقي
💔1
في النَاسِ عِشْ رَغمَ العَداءِ حَليمَا
مُتَرَفّعَاً عَنْ كرهِهِمْ وَحَكيما
فَلَئنْ صَبَبْتَ مِنَ العيونِ زلالَهَا
لَنْ يَرتَضوكَ وَ لو بَدوتَ حَميمَا
وَلَئنْ شَعلتَ مِنَ الأصابِعِ عَشرةً
لِوِدَادِهمْ لن يَتركوكَ سَليمَـا
2
اعْلَمُوا أَنه مَا من عبد مُسلم أَكثر الصَّلَاة على مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام إِلَّا نور الله قلبه، وَغفر ذَنبه، وَشرح صَدره، وَيسر أمره، فَأَكْثرُوا من الصَّلَاة لَعَلَّ الله يجعلكم من أهل مِلَّته، ويستعملكم بسنته، ويجعله رفيقنا جَمِيعًا فِي جنته فَهُوَ المتفضل علينا برحمته.

[بُستان الواعظين (ص/297) لابن الجَوزي]
3
‏ألزمتُ نفسي بالتغافُلِ دائماً
‏ردُّ الإساءة بالإساءةِ يَهدِمُ
2
‏﴿فَاستَجَبنا لَهُ وَنَجَّيناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنجِي المُؤمِنينَ﴾
1
عزيزي يا صاحب الظل الطويل
لقد حلّ الخريف من جديد،
فصل الحنين والرحيل، وما زال ظلك بعيد عني!
أوراق عمري تتساقط
ورقة ورقة وما زلت أنتظر قدومك..
أخاف أن يكون عمري خريف تلو الخريف ولا ربيع يأتي، العالم يدور من حولي وأنا مازلت أدور حول ظلك.. أفتقدك جدًا..
أخبرني.. متى سيزهر ربيعي؟!

- جودي آبوت.
2
ولِأنَّ بَعضَ الحَالِ يصعبُ شَرحهُ
‏ آثَرتُ صَمتًا والسُّكُوتُ مريرُ !
صديقي قال لي يوماً يُعاتبني :

‏لماذا أنت كالتمثالِ أحيانا
‏تُطيل الصمتَ حتى تبتغي فلكًا
‏من الأفلاك تأويهِ فتنسانا
‏أُطيل الصمتُ لا لصمتِ أعشقهُ
‏ولكن فيهِ دُنيا غير دُنيانا
‏نداءٌ من وراء الكون اسمعهُ
‏فيبعث في حطام النفس إنسانا !
ياربّ فرِّحنا بما نهفو لهُ
‏واجْعَلْ لنا فيما نحبُّ نصيبا"
كيفَ الوصُولُ إلى حالٍ نَعيشُ بها
والدّهرُ مأمونةٌ فينا بوادرُهُ
إذ لا صديقَ يَسُرُّ السّمعَ غائبهُ
ولا رَفيقَ يروقُ العينَ حَاضرُهُ
💔2
‏وَقُلْ لِلنَّفْسِ إِنْ فَقَدَتْ رَجَاهَا
‏وَصَارَ اليَأَسُ يُوهِنُهَا قُوَاهَا
‏ثِقِي بِاللَّهِ، كَمْ خَافَتْ نُفُوْسٌ
‏مِنَ الدُّنْيَا وَخَالِقُهَا كَفَاها
ماجدة الرومي - وعدتك
itetouanfb
وعدتُك
أنْ لا أعودَ .. وعُدْتْ
وأنْ لا أموتَ اشتياقًا
ومُتّ
وعدتُ بأشياءَ أكبرَ منّي
فماذا بنفسي فعلتْ؟
لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصدقِ
والحمدُ للهِ أنّي كذبتْ
الأندلس:

حينما تغنى التاريخ بشعر الفصحى
على أرض الأندلس، تلك الجوهرة التي صاغها التاريخ بألوان المجد والحضارة، بزغت غرناطة لتكون منارة للشعراء ومهبطاً للإبداع. كم تغنّى أهلها بجمال الطبيعة الفاتنة، من أنهارها الجارية وأشجارها المورقة، وكم رثوا أطلالها بعد أن انطفأ مجدها تحت وطأة الفقد والرحيل.

يحكي التاريخ عن غرناطة حينما كانت تئنّ تحت حصار الملوك الكاثوليك عام 1492م، ذلك الحصار الذي رسم آخر فصول المجد الإسلامي في الأندلس. في تلك اللحظات الحزينة، وقف الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي ليكتب قصيدته الشهيرة، وكأنما نطقت أبياته بلسان الأندلس:
"لكلِّ شيءٍ إذا ما تمَّ نقصانُ
فلا يُغَرُّ بطيبِ العيشِ إنسانُ"

ألمُ الفقد جعل شعراء غرناطة يخطّون الكلمات بدموعهم قبل مدادهم. ومن بين قصصهم المهيبة، يقال إن امرأة عجوزاً من أهل غرناطة حين رأت القائد عبد الله الصغير، آخر ملوك بني الأحمر، يبكي مودّعاً مدينته، قالت له:
"ابكِ كالنساءِ ملكاً لم تحافظ عليه كالرجال."
وكانت هذه الكلمات بداية لنهاية عصرٍ شعريّ بكى الأطلال، ولكنه حفظها لنا تراثاً لا يُنسى.

جـ 1
1
‏أَفدي الأحبةَ إن غابوا وإن حضروا
‏يكفي خيالٌ لهمْ في القلبِ أحياهُ
‏لم أنسَ أيامَهمْ رَغمَ ابتعادِهمُ
‏وما عَشِقتُ سِواهُمْ يَعلمُ اللهُ
‏لا كان لا كان من يَنسى أحبتَهُ
‏ولا رعَى الله من لم يَرعَ ذكراه
‏الحُبُّ عهدٌ وثيقٌ لا يُقَدّسُهُ
‏إلا الوفيُّ الذي تسمو سجاياهُ
‏و لا ترجُ فعل الخير يوماً إلى غدٍ
‏لعلَّ غداً يأتي وأنت فقيدُ
دخلت امرأةٌ من باهِلَة على الأحنف بن قيس -سيد تميم- ومجلِسُه عامرٌ بالناس، فجعلت تمدحُه وتثني عليه، فقاطعها قائلاً:
دعكِ من الثناء وبادرينا بالدعاء، فدعت له ما شاء اللهُ لها أن تدعو ثم قالت:
إعلم أيها الأمير بأن زوجي قضى في قتال الصُّغد، ولم يترك لنا مالاً يعيننا أنا وأولادي على جلف الحياة؛ حتى بتنا في عَوَزٍ شديد، وفاقةٍ بائنة، وفقرٍ مُدقِع، فلعلك قسمتَ لنا عطاءً نقيمُ به أوَدَنا، ونصلِحُ به حالنا، فالله يحب المحسنين!

فأمر لها بألف دينارٍ شكرته عليها وانصرفت.

فقال له أحد الجالسين:
لو أعطيتها أيها الأمير دُرَيْهِماتٍ قليلة لقبلت بها، فهي امرأةٌ فقيرة مغمورة ولا تعرفك.

فقال: واللهِ إني أستحي أن أعطيَها القليل وقد أعطانيَ اللهُ الكثير، أما وإنها لا تعرفني: فأنا أعرف نفسي.

︎|عيون الأخبار لابن قتيبة
2
‏وأنا هُنا
من زاويةٍ لا يراني فيها غيرُك، وقلبٍ خالٍ إلا منك
أشكو إليك ضُعف قوّتي، وقلة حيلتيِ
أنت ربُّ المستضعفين
وأنتَ ربيِ..

يا رب يا واسع
2
أبيات فُصحَى و مَآرِبُ أُخْرَى
الأندلس: حينما تغنى التاريخ بشعر الفصحى على أرض الأندلس، تلك الجوهرة التي صاغها التاريخ بألوان المجد والحضارة، بزغت غرناطة لتكون منارة للشعراء ومهبطاً للإبداع. كم تغنّى أهلها بجمال الطبيعة الفاتنة، من أنهارها الجارية وأشجارها المورقة، وكم رثوا أطلالها بعد…
في الأندلس;لم يكن الشعر مجرد كلمات تُنظم، بل كان وسيلةً لتوثيق الحياة ومرآةً تعكس روح العصر. تألقت غرناطة، وعاش شعراؤها في كنف الطبيعة الساحرة، حيث امتزجت المياه الجارية بظلال الأشجار الوارفة، فأصبحت حدائقها وأنديتها محاريبَ للشعراء.

من بين هؤلاء، تألق ابن زيدون، الذي أبدع في وصف المشاعر والطبيعة. في إحدى قصائده الشهيرة، قال:
"إني ذكرتُكِ بالزهراءِ مشتاقًا
والأفقُ طلقٌ ومرآى الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلالٌ في أصائلهِ
كأنما رقَّ لي فاعتلَّ إشفاقا"

وكانت غرناطة، بجمالها الآسر، تُلهم الشعراء لوصف تناقضات الحياة بين الفرح والحزن، وبين اليقين والخوف من الفقد. يقول لسان الدين بن الخطيب:
"جَنَّةُ الفَردَوسِ دَارٌ حَجَرِيَّة
رتَوي في رَوضِها العَينُ الصَفِيَّه
مَسجِدٌ لِلرُوحِ إن رُمتَ العَفَاف
وَشِفاءٌ لِلقُلوبِ السَقيمَةِ."

لكن رغم هذا الجمال، كان أهل غرناطة يدركون أن دوام الحال من المحال. وكما قال ابن خاتمة الأندلسي:
"لا تأمنِ الدهرَ في حالٍ على مَلَكٍ
لو ساعدَتكَ الليالي فيهِ ما اتّسقتْ"

تلك الأبيات لم تكن مجرد كلمات، بل كانت صرخةَ حنينٍ للحاضر وخوفًا من المجهول، وكأن الشعر كان سبيلهم للتمسك بلحظات المجد.

جـ 2
2
وَهَمٌّ سَقَيتُ القَلبَ مِنهُ وَحاجَةٌ
رَكِبتُ إِلَيها غارِبَ اللَيلِ عارِيا

وَعارِيَةُ الأَيّامِ عِندي سَيِّئَةٌ
أَسَأتُ لَها قَبلَ الأَوانِ التَقاضِيا

أَرى الدَهرَ غَصّاباً لِما لَيسَ حَقَّهُ
فَلا عَجَبٌ أَن يَستَرِدَّ العَوارِيا

وَما شِبتُ مِن طولِ السِنينَ وَإِنَّما
غُبارُ حُروبِ الدَهرِ غَطّى سَوادِيا

وَما اِنحَطَّ أولى الشَعرِ حَتّى نَعَيتُهُ
فَبَيَّضَ هَمُّ القَلبِ باقي عِذارِيا

أَرى المَوتَ داءً لا يُبَلُّ عَليلُهُ
وَما اِعتَلَّ مَن لاقى مِنَ الدَهرِ شافِيا
2
أَضاعُوني ، وَأَيَّ فَتىً أَضاعُوا
3
2025/07/12 22:57:11
Back to Top
HTML Embed Code: