tgoop.com/daawya25/8126
Last Update:
.
.كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج أقرع بين نسائه، فطارت القرعة لعائشة وحفصة، وكان إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث.
فقالت حفصة: ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وأنظر.
فقالت: بلى. فركبت فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى جمل عائشة، وعليه حفصة، فسلم عليها، ثم سار حتى نزلوا، وافتقدته عائشة.
فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر ، وتقول: يا رب سلط علي عقربا أو حية تلدغني، رسولك ولا أستطيع أن أقول له شيئًا.
📜 شأن الإفك
كان في غزوة المريسيع(4) سنة خمس من الهجرة وعمرها -رضي الله عنها- يومئذ اثنتا عشرة سنة.
قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي فخرجت معه بعدما نزل الحجاب، وأنا أحمل في هودج وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من غزوته تلك، وقفل، ودنونا من المدينة، آذن ليلة بالرحيل.
فقمت حينئذ، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت حاجتي، أقبلت إلى رحلي، فإذا عقد لي من جزع ظفار(5) قد انقطع، فالتمسته وحبسني التماسه، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي، فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافًا لم يثقلهن اللحم، إنما يأكلن العلقة من الطعام، فلم يستنكروا خفة المحمل حين رفعوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب. فأممت(6) منزلي الذي كنت فيه، وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي، فبينما أنا جالسة غلبتني عيني فنمت.
وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب، فاسترجع، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفت، فخمرت وجهي بجلبابي، والله ما كلمني كلمة، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، فأناخ راحلته فوطىء على يديها فركبتها.
فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك فِيَّ، وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول.
فقدمنا المدينة، فاشتكيت شهرًا، والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك، ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي فيسلم، ثم يقول: كيف تيكم؟ ثم ينصرف، فذلك الذي يريبني ولا أشعر بالشر، حتى خرجت بعدما نَقِهْتُ، فخرجت مع أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا، وكنا لا نخرج إلا ليلًا إلى ليل، وذلك قبل أن تتخذ الكُنُفُ قريبًا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول من التبرز قِبَلَ الغائط، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا، فانطلقت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم بن عبد مناف وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن المطلب. فأقبلت أنا وهي قِبَلَ بيتي قد فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مِرْطِهَا فقالت: تعس مسطح.
فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلًا شهد بدرًا؟ قالت: أي هَنْتَاهُ(7) أو لم تسمعي ما قال؟
قلت: وما ذاك؟
فأخبرتني الخبر فازددت مرضًا على مرضي.
فلما رجعت إلى بيتي، ودخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فَسَلَّمَ، ثم قال: كيف تيكم؟
فقلت: أتأذن لي أن آتي أَبَوَيَّ؟ وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلها فأذن لي، فجئت أَبَوَيَّ فقلت: يا أمتاه، ما يتحدث الناس؟
قالت: يا بنية، هَوِّنِي عليك، فوالله لقلما كانت امرأة وضيئة عند رجل يحبها، لها ضرائر إلا كثرن عليها. فقلت: سبحان الله، وقد تحدث الناس بهذا؟! فبكيت الليلة، حتى لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم. ثم أصبحت أبكي.
فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد، حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله.
فأما أسامة فأشار على رسول الله بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود، فقال: يا رسول الله أهلك، ولا نعلم إلا خيرًا.
وأما علي فقال: لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، واسأل الجارية تصدقك.
فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بريرة فقال: أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك؟
قالت: لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت عليها أمرًا أَغْمِصُهُ(8) عليها أكثر من أَنَّهَا جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فيأتي الداجن فيأكله.
فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول فقال وهو على المنبر:
(يا معشر المسلمين من يعذرني(9) من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلًا ما علمت عليه إلا خيرًا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي).
فقام سعد بن معاذ فقال: يا رسول الله أنا أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك.
BY قَنَاة قَسَنْطِينَة الدّعْوِيَة - الجَزَائِر
Share with your friend now:
tgoop.com/daawya25/8126