tgoop.com/dalail22/4213
Last Update:
••🌱
عن الدكتور فاضل السامرائي
ما الفرق بين (أوتوا الكتاب) و (آتيناهم الكتاب) ؟
القرآن الكريم يستعمل أوتوا الكتاب في مقام الذم ويستعمل آتيناهم الكتاب في مقام المدح.
قال تعالى
(وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ)
هذا ذم
(وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ)
هذا ذم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ البينة)
هذا ذم
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ )
أيضا هذا ذم
بينما آتيناهم الكتاب تأتي مع المدح
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ )
هذا مدح ..
(أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ )
هذا مدح ..
(وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ )
أيضا هذا مدح
(وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ)
وهذا مدح..
هذا خط عام في القرآن على كثرة ما ورد من أوتوا الكتاب وآتيناهم الكتاب حيث قال أوتوا الكتاب فهي في مقام ذم وحيث قال آتيناهم الكتاب في مقام ثناء ومدح.
وبعد هذا الكلام الطيب من استاذنا د فاضل ، اضيف انا د سامح وصفا الي ذلك، وهو وصفهم في آية آخري بقوله (الذين أورثوا الكتاب) في قوله تعالى :
(وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ ((وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ)) مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ)
[سورة الشورى 14]
وهنا نسأل :
لماذا جاء هذا الوصف لهم في هذا السياق من سورة الشوري ؟
الاجابة هي
أن القران الكريم عودنا أن يضع الآية في سياقها المناسب والمتناغم معها، وهذا لون من الاعجاز يغفل عنه الكثير منا
وتوضيح ذلك ان السياق قبلها يتحدث عن انتقال النبوة والرسالات من نبي الي نبي، وهذا قريب الشبه بوراثة النبوة والكتاب، وذلك في قوله تعالي في الاية قبلها ((شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ)
[سورة الشورى 13]
فناسبها وصف بني إسرائيل الذين انتقلت معهم وفيهم النبوات والرسالة - موسي وداود ويونس وايوب و.. و. عيسي ، وكلهم من بني اسرائيل قبل أن يأتي النبي محمد صلي الله عليه وسلم ويتسلم الرسالة ، فوصفهم (.. وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ)
[سورة الشورى 14]
والله أعلم
منقول من دروس د. سامح القليني .
https://www.tgoop.com/dalail22
••🌱
BY أَكَادِيمِيَّةُ دَلَائِل Dalail Academy
Share with your friend now:
tgoop.com/dalail22/4213