tgoop.com/dourarr/21010
Last Update:
خطأ شائع 🛑🛑
تسمية اليهود" بإسرائيل" أو "الإسرائليين"
قال العالم الفقيه عبد المجيد جمعة
حفظه الله :
قوله: «اليهود»، قيل: سمِّيت اليهود اشتقاقًا من هادُوا: أَي تابوا، والهَوْد: التَّوبة، هَادَ يهود هَوْدًا وهيادة، وتهوَّد: تاب ورجع إلى الحقِّ، فهو هائد: أي تائب، قال الشَّاعر:
إنّي امرؤ من حبّه هائد
أي تائب، وسمُّوا بذلك؛ لأنَّهم تابُوا عن عبادة العجل، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ﴾[الأعراف:156]، أي تبنا إليك.
واليهود جمع يَهُودِيٍّ، فأَدخلوا الألف واللاَّم فيها على إِرادة النَّسب، كما يُقال في المجوس: مَجوسِيٌّ، وفي العَجَم والعَرَب: عَجَمِيٌّ وعَرَبِيٌّ؛ وأَرادوا باليَهُودِ اليَهُودِيِّينَ، ولكنَّهم حَذَفُوا ياءَ الإضافة، كما قالوا: زِنْجِيٌّ وزِنْج.
وقيل: لنسبتهم إلى «يهوذا» أكبر أولاد يعقوب عليه السلام، فقلبت العرب الذَّال دالاً؛ لأنَّ الأعجميَّة إذا عرِّبت غيِّرت عن لفظها.
وبناءً على هذا، لا يصحُّ تسمية اليهود بـ«إسرائيل» أو «إسرائليِّين»، أو تسمية دولتهم: «دولة إسرائيل»، كما هو شائع على ألسنة السِّياسيِّين والباحثين والصَّحفيِّين، بل كثير من المسلمين؛ لأنَّ «إسرائيل» هو لقبُ يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم عليهم السلام، قال تعالى: ﴿كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ﴾[آل عمران:93]، وقد سمَّاهم الله تعالى في القرآن الكريم: «بني إسرائيل»؛ وبنو إسرائيل هم ذرِّيَّته، ونسبة لهذا، سمَّى اليهود دولتهم بدولة إسرائيل ـ «علمًا بأنَّهم لا يَمُتُّونَ بصلة إلى العبرانيِّين الإسرائيليِّين القدماء، بل هم أخلاط من شعوب الأرض المتهوّدين، تسوقهم دوافع استعماريَّة وعنصرية»(1).
وقد ترتَّب على هذا من المفاسد، أن صار كثير من المسلمين إذا لعنوا اليهود وذمُّوهم وشتموهم قالوا: «لعن الله إسرائيل» ونحو ذلك، وجهلوا أنَّهم يلعنون نبيَّ الله من حيث لا يعلمون، وهذا من كيد اليهود وتحريفهم الكَلِمَ عن مواضعه، كما هي عادتهم، ولهذا يعجبهم أن يتسمُّوا بهذا الاسم؛ لأنَّهم يدَّعون أنَّ إبراهيم عليه السلام كان على ملَّتهم ودينهم، فأرادوا أن ينتسبوا إليه وإلى نسله يعقوب عليه السلام، فأكذَبهم الله، وأدحض حجَّتهم، ونزَّه إبراهيم عليه السلام من دعاويهم الكاذبة، وبيَّن أنَّه كان على الحنيفيَّة الإسلاميَّة، ولم يكن يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولا مشركًا، فقال: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين﴾[آل عمران:67]؛ وكذلك يزعمون أنّهم شعب الله المختار، ولهذا سمّاهم الله تعالى بني إسرائيل، بخلاف اسم «اليهود»، فإنَّهم يشمئزُّون من تسميتهم بذلك؛ لأنَّ كلمة «يهودي» تعتبر شتيمة، ولهذا ذكرت كلمة اليهود في القرآن الكريم في موطن الذَّمِّ حين ضلُّوا عن الحقِّ وانحرفوا عن الصِّراط المستقيم، كقوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ الله﴾[التوبة:30]، وقوله سبحانه: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ الله مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾[المائدة:64]، وهذا يدلُّ على أنَّهم لقِّبوا بهذا اللَّقب بعد فساد حالهم؛ وللشَّيخ عبد الله بن زيد آل محمود رسالةٌ باسم: «الإصلاح والتَّعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنَّصارى من التَّبديل»، فيها تحقيق بالغ بأنَّ «يهود» انفصلوا بكفرهم عن بني إسرائيل زمن بني إسرائيل، كانفصال إبراهيم الخليل عليه السلام عن أبيه آزر(2).
✔من مقال من أعلام النبوة تسلط الـمسلمين على اليهود.
BY قَطْفُ الجََنَى الَدَانِي ١٤٣٨هـ⚘❀•
Share with your friend now:
tgoop.com/dourarr/21010