tgoop.com/dr_alsolami/1300
Last Update:
#مقال
الأزمات وحسن الظن بالله
من المحكمات العقدية: أنَّ حسن الظن بالله من معالم إيمان القلب، والقنوط من رحمة الله من علامات الكفر، وحسن الظن بالله يرجع إلى العلم به تعالى وحكمته البالغة، فالبلاء الذي يحصل للمؤمنين هو امتحان ربَّاني يعود إلى مقصد عظيم وهو ظهور إيمان العبد وصبره وشكره لله تعالى.
ويأتي الفرج من الله تعالى لمَّا يبلغ البلاء أعلى درجاته، ويكون مصاحبًا له إيمان عميق، وعلم عظيم بالله، في هذه الحالة التي يتعانق فيها الإيمان العميق، والعلم العظيم يأتي الفرج الربَّاني.
كما حصل في قصة فَقْد يعقوب -عليه السلام- لأحب أبنائه إليه على يد بعض أبنائه الحاسدين، ثم عَمِي، ثم فقد ابنه الآخر المحبوب، وهو مع كل هذه المصائب مؤمن إيمانًا عميقًا، فحقَّق مقام الصبر الجميل بلا اعتراض على أمر الله، وهو مع ذلك عالم بالله، ولم يتطرق القنوط واليأس من رحمة الله إلى قلبه، ويدل على أنَّ المصائب لم تزده إلا إيمانًا قوله: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف:86]، وعلمه بالله هو أنَّ رحمته تتنزَّل حيث تبلغ المصيبة ذروتها، والإيمان قمته، ويدل على ثقته بذلك قوله وهو في ذروة الأزمة والمصيبة: {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87].
ولمَّا حاصر فرعون وجنوده موسى وأصحابه قالوا إنَّا لمدركون، قال: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء:61]، فجاء الفرج الربَّاني بالآية الكبرى وهو انفلاق البحر ونجاتهم، وغرق فرعون وجنوده.
وهكذا الحال في كثير من الأزمات الصعبة في الأمة، كان الإيمان وحسن الظن بالله، والعلم به تعالى هو النهج الفسيح الذي تتبدَّل معه الأحوال وتكون العاقبة للمؤمنين.
وإنَّ الرجاء بالله عظيم في أن ينصر إخواننا في فلسطين، وأن يلطف بهم، وأن يغلب عدوهم، ويكسر شوكة الكافرين والمنافقين، وهو خير مرجو، وخير مأمول، فلا يشقى من توكل عليه، وأحسن الظن به، ودعاه وسأله.
..
https://www.tgoop.com/dr_alsolami/1300
BY قناة أ.د. عبدالرحيم بن صمايل السلمي
Share with your friend now:
tgoop.com/dr_alsolami/1300