tgoop.com/dr_naelgazy/6523
Last Update:
التربية بالأحــداث…
هذه معالم "مفهوم تحكيم الشريعة عند وزير العدل في حكومة "الثورة السورية" شادي الويسي -حفظه الله وبارك فيه ونصره-
• " حينما نقول: أنّ البرلمان سيشكّل من الشعب، وما يريده الشعب يقر في البرلمان على مستوى تطلعات هذا الشعب.
• إذا كان هناك 90% من الشعب السوري يريد أن "يصوّت" على شيء هو في صلب قناعته وعقيدته، فنحن نقول: هــــذا خيـــــار الشعـــب إذاً وتطلعات الشعب إلى ما يريد "ويعتقد" !
• داخل هذا الإطار سيكون "تحكيم الشريعة ضمن هذا المفهوم"
• وليس على مستوى تسلط الدولة على الشعب، أو أن "الدولة تفرض على الشعب شيء أو كذا، هذا الذي لن يكون في "الرسم السياسي القادم" (ا.هـ)
بقطع النظر عن الموقف الشرعي من هذه التصريحات، والبيئة التي جاءت فيها، والأحداث التي صيغت فيها، والعوامل المحيطة بها.
فهي تتناول مسألةً مهمةً، كانت لوقت قريب تمثل أحد أهم أبرز الفروقات بين منهجين عاملين في الساحة الإسلامية.
ليس المقام مقامَ تحرير محل النزاع في الخلاف القديم الحديث المتجدد؛ وبيان وجه التعبّد فيها، لاسيما والبيئة تعجُّ باللغط والأصوات المرتفعة التي يصعب فيها مطلق البيان؛ لكنّ ثمة ما يمكن أن يشار إليه " تربوياً " تعليقاً على كلام "الوزير الويسي" -حفظه الله-.
سهلٌ جداً أن ترسم على "الورق" معالم الخلافة الإسلامية الراشدة؛ لكنْ ربما صعب جداً أن تقيم "بعضها" على واقعٍ يراعي فيه "الراسمون" المنظومة الدولية وأدوات الدول العميقة في المجتمعات المسلمة، وأثرها في محاربة كل تجربة إسلامية ناشئة.
رحم الله الدكتور الشهيد "محمد مرسي" ورحم الله الشيخ الإمام الشهيد "أحمد ياسين" قالا أيسر من هذا القول على لسان "المنتصر الوزير" ولم ترحمهما الألسنة السلفية ولازالت بهما حتى وصلت إلى وعر التصنيفات العقدية المخرجة لهما من الملة في بعضها، والمضللة والمفسّقة في غالبيتها الغالبة.
ثمة فارق كبير بين واقع الشام الذي قيلت فيه هذه التصريحات وقد جاءت على لسان وزير في ثورة "منتصرة بحد السلاح" مع كامل التمكين، وبين حماس في تجربتها المحاصرة من الجهات "الست"، وبين تجربة "الإخوان في مصر" والتي لم يسمح لهم أصلاً بممارسة السلطة حتى قتل في سبيل دعوته "الشهيد محمد مرسي" في زنازين الانقلاب المسيطر أصلاً على مقاليد الحكم!!
حتى طافت أقلامٌ وألسن تطالبهم بتحكيم الشريعة، وعقدوا معهم ألوية "البراء والبراء" لا الولاء في شيء!
أحبابنا في الشام: طيبٌ أنْ انتبهتم لوعورة مسالك السياسة، وتداركتم أسس الخطاب المناسب، وأطيب من ذلك هذه "المراجعات المنهجية" التي تتناول المسائل الاجتهادية الفقهية بعيداً عن "المساحة العقدية" والتعبير عنها بهذه الموازنات، وتناور في المساحات المأذون فيها شرعاً، فقد كانت مثل هذه التصريحات في الزمن "القريب جداً" تدور مخرجات البحث فيها بين "الضلال والكفر" وهي الآن تمثل منهجاً سلفياً جهادياً في بيئة المصالح السياسية المتشابكة!!
ولعلّ ضعيف الإدراك بات يضرب كفاً بكفٍ لفهم هذا التوجه الجديد، أهو "سلفنة الإخوان" أم "أخونة السلفية" أم أنّ الخلاف من قبل على مفهوم تطبيق الشريعة لم يكن سوى مزايدات في بيئة التنظير البعيدة عن " ممارسة السياسة - بحقٍ - في الواقع" ؟؟!!!
من أنفع ما يمكن أن يقال للأخوة العاملين دوماً: إيّاكم أن تنظّروا لأصولٍ عريضةٍ في ساحة العمل الفردي؛ ثم تكونوا أولَ من يُجبر على مخالفتها في ساحة العمل الجماعي المختلط !!
حفظ الله الشام وأهلها وقادتها.