tgoop.com/echolife/4377
Last Update:
مع تقدم الزمن وانسياب العمر كالنهر الجاري، ندرك أن الحياة ليست سوى سلسلة من التحولات الدقيقة، حيث لا يبقى شيء كما كان. المشاعر تتبدل، والعلاقات تتغير، والعطاء يأخذ أشكالًا جديدة، ليس لضعف فينا، بل لأن الزمن يحمل معه قوانينه الخاصة، قوانين النقصان والامتلاء.
إن الإنسان الذي كان يفيض حضورًا قد يغدو صامتًا، ليس لأنه أقل حبًا، بل لأن التعبير نفسه يتغير، كما تتغير فصول العام. وما كان يومًا زهرًا متفتحًا قد يتحول إلى شجرة صامدة، جذورها عميقة، لكنها تبدو بلا أزهار.
على الإنسان أن يفهم أن العلاقات، كالنفس، تحتاج إلى مساحة للتنفس، وإلى وقت لاستيعاب التحولات التي يفرضها الزمن. التراجع في الوهج ليس انطفاءً، بل هو تحولٌ نحو عمقٍ أعمق.
الحب، الصداقة، العطاء—جميعها لا تقاس بسطحيتها ولا بمظاهرها، بل بقدرتها على الصمود وسط عواصف الحياة. إن حسن الظن، والقبول بالتغيير، والاحترام للحظات الصمت هي مفاتيح البقاء في هذا العالم الذي لا يثبت على حال. الزمن، إذن، ليس عدوًا يُسرق منا، بل معلمًا يعلمنا كيف نحب بحكمة، وكيف نصمت ببلاغة، وكيف نصبر بجمال.
BY تفاصيل
Share with your friend now:
tgoop.com/echolife/4377