tgoop.com/f6has/1114
Last Update:
*الطريق إلى عالم الشعر والنثر*
قال ابن خلدون:
ذاكرتُ يومًا صاحبَنا أبا عبد الله ابن الخطيب وزير الملوك بالأندلس من بني الأحمر، وكان الصدرَ المُقَدَّمَ في الشعر والكتابة،
فقلت له: أجد استصعابًا عليَّ في نظم الشعر متى رُمْتُه، مع بصري به، وحفظي للجيد من الكلام من القرآن والحديث وفنون من كلام العرب وإن كان محفوظي قليلًا. *وإنما أُتِيتُ -والله أعلم بحقيقة الحال- مِن قبلِ ما حصل في حفظي من الأشعار العلمية والقوانين التأليفية؛* فإني حفظت قصيدتي الشاطبي الكبرى والصغرى في القراءات في الرسم واستظهرتُهما، وتدارستُ كتابي ابن الحاجب في الفقه والأصول، وجُمَل الخَوْنَجِيّ في المنطق، وبعض كتاب التسهيل، و كثيرًا من قوانين التعليم في المجالس؛ فامتلأ محفوظي من ذلك، *و خَدَشَ وجهَ المَلَكَة التي استعددتُّ لها بالمحفوظ الجيد من القرآن و الحديث وكلام العرب، فعاق القريحة عن بلوغها.*
قال: فنَظَرَ إليَّ ساعةً مُعجبًا ثم قال: لله أنت!! وهل يقول هذا إلا مِثلُك؟!
قلت : اركز على قوله:(وإنما أُتِيتُ -والله أعلم بحقيقة الحال- مِن قبلِ ما حصل في حفظي من الأشعار العلمية والقوانين التأليفية)
ثم قوله: (و خَدَشَ وجهَ المَلَكَة التي استعددتُّ لها بالمحفوظ الجيد من القرآن و الحديث وكلام العرب، فعاق القريحة عن بلوغها)
فقد شخص الداء المانع له من قول الشعر مع علمه به فتعجب من قوله ابن الخطيب شاعر الملوك وقال : لله أنت!! وهل يقول هذا إلا مِثلُك؟!
فيا محب الشعر والنثر رقق طبعك بإدمانِ النظر في الكتاب والسنة، وحفظ ما عذب ورق من المنظوم والمنثور من كلام العرب، ثم انطلق مع كتاب "المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر " لضياء الدين بن الأثير إلى عالم الشعر والنثر؛ فهذا الكتاب نعم الرفيق، والصاحب، والمعلم، ومتى قرأته عشرات المرات فكأنك درسته على مصنفه، و إنما يحصل الفهم بتكرار القراءة كما قال بعضهم: لئن أقرأ كتاباً واحداً عشرات المرات أحب إلي من قراءة عشرات الكتب كل كتاب مرة واحدة .
*فيصل الحاشدي*
https://chat.whatsapp.com/DIxN9f6CqVr2t1Zc72nGgL
https://www.tgoop.com/f6has
BY الشيخ: فيصل الحاشدي
Share with your friend now:
tgoop.com/f6has/1114