tgoop.com/f6has/1137
Last Update:
*الميزانُ الذي يجبُ أن تزنَ به الكلام البليغ*
إذا سمعتَ بيتاً من الشعرِ فأطربكَ أو أحزنكَ أو أقنعكَ أو أرضاكَ أو هاجكَ وأنتَ ثائرٌ أو تركَ أيَّ أثرٍ من الآثارِ في نفسك كمل تتركُ النغمةُ أثرها في نفسِ سامعها فاعلم أنه من بيوتِ المعاني وأنَّ هذا الذي تركَهُ في نفسك من الأثر إنما هو روحُهُ ومعناهُ ، وإنْ مررتَ ببيتٍ فاستغلقَ عليكَ فهمُهُ وثَقُلَ عليكَ ظلُّهُ وشعرتَ بجمودِ نفسك أمامَهُ وخُيِّلَ إليكَ أنكَ بينَ جُثةٍ هامدةٍ لا روحَ فيها فاعلم أنه لا معنى لهُ ولا حياةَ فيه فإنْ وجدتَ صاحبَهُ واقفاً بجانبهِ يُحاولُ أنْ يوسوسَ لكَ أنَّ وراءَ هذه الظلمةِ الحالكةِ المتكاثفةِ نوراً متوهجاً يَكمنُ في طياتها فَكَذِّبْهُ وفِرَّ بنفسكَ وأدبكَ وذوقك منه فراراً لا عودةَ لكَ من بعدهِ ، هذا هو الميزانُ الذي يجبُ أن تزنَ به الكلام ، ونصيحتي إليك ألا تصدق تعريفاً واحداً من تلكَ التعريفات المتعددة التي يضعها واضعوها من الأدباءِ لأشعارهم خاصة ويزعمون أنها للشعرِ عامة واجعل شعور نفسك هو الميزانُ الذي تزنُ به ما تسمع ( المنفلوطي )
https://www.tgoop.com/f6has
BY الشيخ: فيصل الحاشدي
Share with your friend now:
tgoop.com/f6has/1137