tgoop.com/f_tarajim/78
Last Update:
🎥 صُورةٌ فُوتغرافيةٌ (للشَّاعر والرَّادود والخطيب الحُسيني المُلَّا عبد المُحمَّد بن علي بن الشَّيخ عبد علي بن الشَّيخ عبد الرحيم الخطيب النَّجفي).
🌹 وُلد عبدُ المُحمَّد (عام ١٢٩٤هـ / ١٨٧٨م) في طرف الحويش بالنَّجف الأشرف.
🏛️ ونشأ وترعرع في دار كان شأنها وديدنها تعظيم شعائر اللَّه المُقدَّسة، وخِدمة محمد وآل محمد ﴿ص﴾، وإحياء أمرهم من مدحٍ ورثاءٍ وذِكر مآثرهم وتبيين مناقبهم ونشر علومهم ﴿ع﴾، فاتَّخذ هذه الخِدمة الشَّريفة مهنة ووظيفة له «وهو في مُقتبل العُمر».
📃 كان المُلَّا شيخًا وَقورًا، ذو شيبةٍ بهيَّةٍ، ووجه مُشرق منير، وعلى جبهته سِيماء السُّجود، نحيف الجسم، طويل القامة، قوي الإرادة، صلب العقيدة، يعتمر الكشيدة، صاحب حنجرة ذهبيَّة وصوت جهوري غليظ خشن أجشٍّ فيه بحَّةٌ.ك؛
🎙️ وكان واعِظًا دِينيَّّا وشاعرًا ورادودًا وخطيبًا حُسينيًّا، يُجيد المقامات العِراقيَّة وبارعًا في أدائها وقراءتها في ذِكرى مواليد أهل البيت ﴿ع﴾ ومناسبات وَفِيَّاتهم «الَّتِي لا يترك واحدة منها إلَّا وأحياها»، ولا يكتسب أو يأخذ أجراً على تعظيمه لشعائرهم وإحياء أمرهم ﴿ع﴾؛
📃 وكان عزيز النَّفس عفيفًا لا يأخذ الصدقات (حتَّى لو أعطاها إيَّاه آيةُ اللَّه العظمى الشَّهيد السيِّد مُحمَّد باقر الصِّدر ﴿قدس سره﴾ حيث كان يَؤُمُّ المُصَلِّين في الحُسينِيَّة الشُّشتَرِيَّة)؛
📃 كان نجمًا ساطعًا ورقمًا صعبًا ورمزًا من الرُّموز الإجتماعيَّة في الذَّاكرة النَّجفيَّة، وكان خفيف الظِّل متواضعًا، حُلوَ الحديث والمنطِّق، يجذب أرواح سامعيه ويأسر قلوبهم ويأخذ بألبابِهم، يجيد الطُّرفة ولا تكاد تفارق النُّكتة والإبتسامة محياه رغم مظهره الحزين؛
🕌 وكانت الوسادة تُثنَى له في الحُسينِيَّة الشُّشترِيَّة (وهي أوَّل حُسينِيَّة أُسِّست وشُيِّدت في النَّجف الأشرف، وكان ذلك في عام ١٣٠١هـ / ١٨٨٤م، وتقع في زقاق السَّلام بطرف العمارة)، وله كلمة الحُكم والفصل فيها، وهو المُتولِّي عليها والقائم على شُؤُونها وتنظيمها وتنظيفها وكنسِها بنفسه (لأكثر من ٥٠ عامًا)، وقد نذر ماله ونفسه لخدمة رُوَّادِها وزوَّارها لدرجة أنَّه في عِزِّ صيف النَّجف الأشرف كان يملأ حبوب الماء في سِرداب الحُسينِيَّة، وقرب أذان المغرب في شهر رمضان المبارك كان يحمل الماء ليملأ الحبوب الَّتي في باب الحُسينِيَّة لِيُفطِّر الصائمين بها على حُبِّ الحُسين ﴿ع﴾؛
📢 كما أنه كان قائدًا لموكب عزاء الحُسينيَّة الشُشتَرِيَّة، فكان يقود الموكب إلى الصحن الحيدريّ الشَّريف في يوم عاشوراء، وكان يذهب بعد مجلسه في الصَّحن الحيدري إلى بعض بيوت المراجع والعلماء ليُعزِّيهم بالحُسين ﴿ع﴾؛
📢 وكانت له جلسة خاصة في الحُسينِيَّة الشُّشتَرِيَّة للتعليمٍ والوعظٍ والإرشادٍ الدِّيني ونشر علوم أهل بيت العصمة والطهارة ﴿ع﴾؛
📢 وكان مُلتزمًا بنصب مجلس حُسينِيٍّ (كل ليلة أربعاء) في مسجد السِّهلة عند مقام الإمام المُنتَّظر ﴿ع﴾؛
📢 كما أنّه كان مُلتزمًا بعقد قراءة منبريَّة (صباحًا) في الصَّحن الحَيدريِّ الشَّريف؛
📢 وكان سريع البديهة في النظم للشِّعر وارتجاله وتنسيقه وإخراجه بشكل جيد، ودليل ذلك أنه ذات مَرَّة من المرَّات كان يُقِيم مجلس عزاء (قصيدة ردَّة حُسينِيَّة) للسادة آل بحر العلوم (وصادف ذلك في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام عام ١٣٦٨هـ / الموافق ليوم الخميس ١٩٤٨/١١/١١م) وكان الوقت بداية فصل الشتاء وفي تلك الأثناء هطلت الأمطار على المُعزِّيْن في ذلك المجلس المكشوف للسماء، فما كان من آل بحر العلوم إلَّا أنْ أشاروا له أن يختم المجلس كي لا يسبب الإحراج للمُعزِّين، فترك إكمال قصيدته وبدأ بإهزوجة (إيقاع سريع) قال فيها:-
(عين السما سچَّابه * على احسين واصحابه).
فتفاعل المُعزُّون مع اهزوجته، وأخذوا يتمثَّلون فداحة ما جرى في واقعة كربلاء الدامية وهم يلطمون رؤوسهم وصدورهم تحت الأمطار؛ وكان مجلسًا مميزًا ظلَّ النَّاس يتحدثون عنه عدَّة أعوامٍ؛
📃 وكان يُعلِّق على حِزامه أوراقاً ومحبرة صغيرة «تختزن حبر الوسمة الخالص السَّواد» وقلم خطٍّ يضعه على أذنه اليُمنى لتدوين ما يخطر بباله وفكره ويدور بخلده وذهنه.
📓 له ديوان شِعرٍ موسوم بإسم (الجوهر المنظوم في رثاء الحُسين المظلوم ﴿ع﴾ ـ طُبِع عام ١٤١١هـ / ١٩٩١م ـ جَمَعَه ونَشَرَه الحاج طالب رجب التنكچي).
📃 كان بحق قلبًا كبيرًا نابضًا بالحبّ والولاء لمحمد وآل محمد ﴿ع﴾، ومن أشهر مشاهير خدامهم ﴿ع﴾، فأوفى بعهده لهم حتى أُقعده الضعف وأوهنه المرض فخدمهم محمولًا على عربة خشبية ولم يهن ولم يضعف حتى يوم رحيله.
🏴 وافاه الأجل المحتوم (يوم السبت ٢٢ صفر سنة ١٣٨٩هـ المصادف لتاريخ ١٩٦٩/٥/١٠م بعد عمر ناهز ٩٠ عامًا مُباركًا)؛
BY فَوَائِدٌ وَشَوَارِدٌ
Share with your friend now:
tgoop.com/f_tarajim/78