tgoop.com/fadak946/1845
Last Update:
#شرارات (٤) :
يفتتح شرارة كلامه في هذا المقطع بقوله: (إنّ الإمام الحسين عليه السلام لا يحتاج إلى سند) وهو فعلاً صحيح.. ولكن نحتاج السند لنصدق من ينقل عنهم.
وثقافة السند هي من تعليم أئمتنا (عليهم السلام) فقد جاء في الكافي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : (إذا حدثتم بحديث فأسندوه إلى الذي حدثكم فإن كان حقًا فلكم وإن كان كذبًا فعليه) [الكافي ج ١ ص ٥٢].
وفي هذا الزمان يمكن لأي فرد إسناد حديثه إلى الكتاب الذي اعتمد عليه فيقول: قال الكليني كذا وقال الصدوق كذا.. بشرط أن يكونا فعلاً قد ذكرا هذا الحديث أو ذاك، أما الكلام والنقل من دون الاستناد إلى كتاب فهو من موارد الدخول في الكذب كما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لأبي ذر: يا أبا ذر: كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما يسمع) [مكارم الأخلاق ص ٤٦٧].
ثم يعضد شرارة كلامه بحديث مكذوب نسبه المحدثون الفيسبوكيون إلى الإمام الباقر (عليه السلام) وهو: (لو لا خوفنا علی شيعتنا من الموت لروينا لهم ما جری في كربلاء).
ويقول شرارة إنهم حتى هذا الحديث ضعفوه!! ثم نسب تضعيف إلى المشككين الذين (تغثهم) كربلاء!!
ولكن هذا الحديث ليس بضعيف؛ لأنّ الحديث الضعيف هو الذي ذكر في المجاميع الروائية بلا سند أو بسند مجهول الرواة فيطلقون عليه (حديث ضعيف) أما هذا الحديث فهو غير موجود أساسًا ويسمى (حديث موضوع) أي مختلق!!
وأود هنا الإشارة إلى خطورة الكذب على أهل البيت (عليهم السلام) : فإن الكذب عليهم من أشد أنواع الكذب وعده الفقهاء أنّه من مفطرات الصائم، ولو راجعنا إلى روايات المعصومين (عليهم السلام) لرأيناهم يدعون على المكذبين بدعاء واحد وهو: (أذاقهم الله حرّ الحديد).
ويساهم الكذب على أهل البيت (عليهم السلام) في سلب المصداقية عن كل الوارد عنهم كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (انا أهل بيت صادقون، لا نخلو من كذاب يكذب علينا، فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس) [اختيار معرفة الرجال ج ٢ ص ٥٩٣].
أي إن الناس إنما شككوا في صدق آل محمد (عليهم السلام) بسبب تكذيب الكذابين عليهم ونسبة أقوالهم الكاذبة إليهم وهؤلاء لا يقتصروا على الرواة المعاصرين للأئمة (عليهم السلام) بل هم في كل زمان كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) :
(إنا أهل بيت لا يزال الشيطان يدخل فينا من ليس منا ولا من أهل ديننا، فإذا رفعه ونظر إليه الناس أمره الشيطان فيكذب علينا، وكلما ذهب واحد جاء آخر) [بحار الأنوار ج ٧٥ ص٢٨٩].
فينبغي رد هؤلاء الكذابين لكي لا يكذب الناس بكل حقيقة رويت عن أهل العصمة (عليهم السلام) ولكي لا يشككوا في كل الوقائع التاريخية لما يرون هؤلاء يتكلمون بها..
BY الدفاع عن الحوزة العلمية
Share with your friend now:
tgoop.com/fadak946/1845