tgoop.com/fadak946/2007
Last Update:
الحسين ليس شماعة للذنوب:
من المؤكد أنّ أهم أهداف الإمام الحسين (عليه السلام) التي كان يرجوها في عموم حياته هي أن يعبد الله تعالى ولا يعصى أبدًا، وليس هذا هدفه وحسب، بل هدف كل الأئمة المعصومين (عليهم السلام).
ومن المحزن والمقرح للأكباد أن نرى قردة يعتلون منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويبررون للناس معاصيهم وخطاياهم بدعوى أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) ينفخ عليها وتذهب!!
خذوا هذه علامة: كل شخص يتكلم عن العفو والرحمة في زمان يرتكب فيه الناس الذنوب ولا يبالون فهو دجال ومحتال؛ لأنّ وظيفة الواعظ في هذا الزمان هو الأنذار والتحذير من ارتكاب المعاصي لا التبشير وتوزيع صكوك الغفران!!
يا أخوتي الأعزاء الله بعظمته يقول: إن من يتفقه في الدين يكون منذرًا محذرًا للناس عن معاصي الله، إذ يصرح القرآن الكريم: {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ #وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ #يَحْذَرُونَ} (التوبة: ١٢٢).
وأمير المؤمنين (سلام الله عليه) يقول: (ألا اُخبركم بالفقيه حق الفقيه؟
١ـ من لم يُقنِّط النّاسَ من رحمة الله.
٢ـ ولم يُؤَمِّنهُم من عذاب الله.
٣ـ ولم يُرَخِّص لَهُم في مَعاصِي الله) [الكافي ج ١ ص ٣٦].
فالنقطة الأولى وإن كانت تنفي تقنيط الناس من الرحمة، ولكن لا يقنط من رحمة الله تعالى إلا من استعظم ذنبه، أما الذي يراه صغيرًا هينًا ويبشره أحد الحمقى بالغفران فهو سفيه في قبال الفقيه الذي يحذر وينذر من معاصي الله.
وقد حذر إمامنا الصادق (عليه السلام) من استصغار الذنب أي ذنب كان وقال: (اتقوا المحقرات من الذنوب فإنها لا تغفر، قيل له: وما المحقرات؟ قال: الرجل يذنب الذنب فيقول: طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك) [الكافي ج ٢ ص ٢٨٧].
الإمام الصادق (عليه السلام) يقول: إنّها لا تغفر!! أتعون ماذا يعني (إنها لا تغفر) معناها أنّ أول خطوة لغفران الذنب هو إدراك أنّ الذنب الذي ارتكبته هو عظيم ما دمت تراه صغيرًا وهينًا ولا تستحق لاستخفافك به رحمة الله تعالى الواسعة!!
والإمام الباقر (عليه السلام) يعتبر الاسخفاف بذنب واحد هو استخفاف بالدين كله الذي نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد ورد في حديث جابر عنه في مَن سأله عن الفأرة، قد وقعت في خابية فيها سمن أو زيت، فأجاب الإمام (عليه السلام) : (لا تأكله)، فقال السائل: الفأرة أهون عليّ من أن أترك طعامي من أجلها، فقال له الإمام الباقر (عليه السلام) : (إنّك لم تستخف بالفأرة وإنّما استخففت بدينك) [وسائل الشيعة ج ١ ص ٢٠٦].
#سلسلة_شرارات
#شرارات
BY الدفاع عن الحوزة العلمية
Share with your friend now:
tgoop.com/fadak946/2007