tgoop.com/fadak946/5822
Last Update:
حين نتكلم عن قضايا الوحدة الإسلامية التي نادى بها كبار الفقهاء كالسيد حسين البروجردي والسيد الخميني وغيرهما من الفقهاء يتهمنا بعض الإخوة بـ(ضعف الولاية) ويجعلونا ضد أهل البيت (عليهم السلام) ونؤمن بسقيفة بني ساعدة ووو!!
مع أن القضية ليست كذلك وأن الإنسان مهما كان يميل إلى طائفته وقوميته وأهل جلدته، ولكن هذا لا يعني عدم إنصاف الآخر وتكفيره والحكم عليه بالنصب لمجرد أنه مخالف، وربما لو ورد في بيئة شيعية لكان شيعيًا، وربما لو ولد غيره من الشيعة في بيئة سنية لكان سنيًا.
وهذا الاتهام عانى منه الكثير من العلماء المصلحين بسبب تسقيط بعض الشخصيات المتطرفة لهؤلاء المنصفين المنادين بالوحدة الإسلامية، الأمر الذي أدى بهم إلى بهتان العلماء وتسقيطهم بين الناس، وقد سجل هذا الموقف السيد الزنجاني عن أستاذه الشهيد المطهري إذ قال:
(كنت قد درست في البدايات عند الشيخ المطهري، أظن أني درست عنده حاشية الملا عبد الله، أتذكر عندما توفي والده تقرر أن أكتب إليه رسالة تعزية، لكني خاطبته في الرسالة باسم: (حجة الإسلام) فقط، بسبب إغواء شخص قال لي:
إن الشيخ لم يكن قويًا في ولايته للمعصومين (عليهم السلام)، بعد ذلك عرفت أن الرجل #أغواني، وأن الشيخ من أهل الدرجة العليا في الولاء، ومع ذلك فقد أجاب على رسالتي ولقبني بـ(حجة الإسلام والمسلمين) مع أني درست عنده فترة من الزمن، لقد خجلت كثيرًا من ذلك) [من سيرة العلماء على لسان السيد موسى الزنجاني ص ٣١٢].
مع أن الشيخ مرتضى المطهري ذكر صريحًا في كتبه ومحاضراته العقدية أنّ الوحدة الإسلامية لا تعني التنازل عن العقائد الحقة كما يدعي أهل الغواية والمشائين بالنميمة إذ قال: (وعلى كل حال، إن تأييد أطروحة (الوحدة الإسلامية) لا يستوجب التقصير في إعلان الحقائق والذي يجب تجنبه هو إثارة عواطف الطرف المخالف وعصبيته وضغائنه.
أما البحث العلمي فإنه يعتمد العقل والمنطق، ولا شأن له بالعواطف والأحاسيس، ومن حسن الحظ، أن عصرنا الراهن شهد بروز كثير من الباحثين المحققين في الوسط الشيعي، يلتزمون هذا المنهج ويتبعونه.
وعلى رأسهم جميعًا العلامة الجليل آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي، والعلامة الكبير آية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، والعلامة الجليل آية الله الشيخ عبد الحسين الأميني مؤلف كتاب (الغدير) الشريف) [سلسلة أصول الدين (الإمامة) ص ٣١].