tgoop.com/fadak946/6057
Last Update:
كان لدي تعليق على كلام الشيخ علي الحسون حول منهج السيد السيستاني في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية، ولكنه قبل أن أكمل الكلام معه تفاجئت بالحظر وعلى كل حال أذكر هنا التعليق وبعض الردود:
سؤال بريء:
على أي الطرفين تصنف تصريحات السيد السيستاني التي تصدر من مكتبه الشريف وما ينقله عنه بعض تلامذته الثقات من قبيل ما ورد في هذا البيان:
(التجنّب عن إثارة الخلافات المذهبية، تلك الخلافات التي #مضى_عليها_قرون متطاولة ولا يبدو سبيل الى حلّها بما يكون مرضيًّا ومقبولاً لدى الجميع، فلا ينبغي اذًا إثارة الجدل حولها خارج إطار البحث العلمي الرصين، ولا سيما أنها #لا_تمسّ_أصول_الدين وأركان العقيدة، فإن الجميع يؤمنون بالله الواحد الأحد وبرسالة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وبالمعاد وبكون القرآن الكريم الذي صانه الله تعالى من التحريف، مع السنة النبوية الشريفة مصدرًا للأحكام الشرعية وبمودة أهل البيت (عليهم السلام)، ونحو ذلك مما يشترك فيها المسلمون عامة) [موقع مكتب السيد السيستاني دام ظله].
وبعد أن ينقل الشيخ حسن الجواهري كلمة السيد السيستاني عن كون السنة (أنفسنا) من دون أن يكون هناك في المجلس المذكور أي شخص سني حتى تكون الكلمة من باب التقية أو المداراة، بعد ذلك يقول: (وهذا إن دل على شيء فإنما يدلّ على إطلاعه الكامل بهم وأنهم يختلفون عنّا بقدر ما يختلف عالم النجف عن عالم قم في الفتوى فلا داعي لفصلهم عنّا بقولهم إخواننا، بل هم منا ونحن منهم فكلنا مسلمون نتبّع القرآن والسنة والاختلاف في الفتوى هو سنّة طبيعية للوصول إلى الكمال) [بحوثٌ في الفقه المعاصر ج ٧ ص ١٠٩].
وعلى هذا الأساس لا يحق لأي شخص أن ينبز من يدعو للوحدة الإسلامية بأنّه تنازل عن العقيدة وترك الوسطية وغيرها من الاتهامات... وارجو أن تجيبني بكلام مقنع عن رأي السيد السيستاني في هذا المجال لا أن تأول كلامه وترقعه بما ينسجم مع نظرك الشريف!..
ذكرت للشيخ الحسون أن الكلام المتقدم لو صدر من شخص آخر غير السيد السيستاني لنسبتموه إلى التنازل عن العقيدة والخروج عن الوسطية كما تنبزون به الآخرون، ولكن بما أن عملكم تحت (رعاية السيد السيستاني) لا تتكلمون ضده، ولكن قد تكلم ضده بالفعل بعض المتطرفين كعبد الحميد المهاجري، وعبد الحليم الغزي وغيرهما.
وسبب النبز واللمز أن السيد السيستاني يؤمن بأنّ المخالف مسلم واقعًا وظاهرًا، كما بين السيد منير الخباز رأي السيد السيستاني في هذه المسألة، وكما ورد في بعض بيانات المكتب من أن الخلافات المذهبية بين الفريقين (لا تمس أصول الدين) بخلاف بعض الفقهاء الذين يرون المخالف مسلم بالظاهر فقط.
ومعنى ذلك أن المسألة تتعدى مجرد التعايش السلمي، بل يكون له حقوق وواجبات من باب الإخوة الإسلامية، أما مجرد التعايش السلمي فهو مطلوب حتى مع الخارج عن الدين الإسلامي، كما قال تعالى: {لا يَنْهاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} (الممتحنة: ٨).
أما إذا تحقق عنوان (المسلم) في (المخالف) فالأمر لا يقف عند (التعايش السلمي) معه وحسب، بل يكون مشمولاً لروايات الأهتمام بشؤون المسلمين والسعي لإزالة مشاكلهم وأن من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم!
ومن هذا المنطلق أشار الشيخ الوحيد الخراساني - الذي يؤمن أيضًا بإسلام المخالف واقعًا وظاهرًا - إلى هذه المسألة قائلاً: (اعتقادنا وحكمنا وفتوانا في الفقه وجوب الاهتمام بأمور عامة المسلمين، والدفاع عن بلدانهم ونفوسهم وأعراضهم، بلا فرق في ذلك بين الشيعي والسني، والمؤمن والمنافق العامل بالأحكام الشرعية أو التارك لها.
لأن قضية التواصل الإجتماعي بين المسلمين قضية فوق الانتماء المذهبي، وتشمل جميع الفرق الاسلامية، بلا فرق بين نوع مذهبهم الفقهي أو الكلامي بل هناك توجه اسلامي أهم مما ذكرنا وأوسع شمولاً منه، وهي قضية الدفاع عن المظلوم، فهي أوسع من الأول وتشمل جميع أفراد البشر) [التكفير في ضوء الفقه الشيعي ص ٢٢٩].
ـ موضوع سابق يشابه هذا الموضوع