tgoop.com/fadak946/6065
Last Update:
من أكثر الامور التي توقع المساكين في حبائل المضللين من أدعياء العرفان هو الحديث عنه بكلام إنشائي منمق يركز على مسألة المكاشفة والمشاهدة والمعاينة وغيرها من الاصطلاحات، بينما ترى أهل العرفان الحقيقي يتكلمون عنه من زاوية أخرى.
فيرى السيد عبد الأعلى السبزواري أن العرفان هو السير بتعاليم الأنبياء والأوصياء الكرام وترك طريق غيرهم إذ قال: (فهم الأصل في هذا العلم الجليل والقدوة في هذا الطريق وغيرهم إن رجع ما قالوه فيه إليهم فلا بأس به، وإلا فهو مجرد كلام لا حقيقة له وإن ادّعي الكشف والشهود في ما ادّعوه) [مواهب الرحمن ج ١٢ ص ٣٣٤].
والشيخ محمد تقي البهجة يعرف العارف بقوله: (العارف بالله هو المطيع لله تعالى، والذي يكون شغله وفكره معه، فما يعلم فيه رضى الله تعالى يفعله، وما خالف رضاه يتوقف عنده ويعمل بالاحتياط) [من وصايا الشيخ محمد تقي البهجة ص ١١].
والشيخ محمد إسحاق الفياض يقول أيضًا: (العرفان هو المعرفة، ولا معرفة فوق معرفة الله وآياته وشريعته وسنن نبيه (صلى الله عليه وآله) والعالي من مكارم الأخلاق وكل فضيلة ندب إليها الأئمة (عليهم السلام) ولا حجة في أقوال من سواهم، فإن كان فيها ما يدخل فيما مضى يؤخذ به وإلا فيكون مما لا دليل عليه ولا بصيرة في الأخذ به) [استفتاء بتأريخ ١٥ شعبان ١٤٤٥ هـ].
هذا هو الواضح في مفهوم (العرفان) وهذا الوضوح كفيل في أن لا يجعل أي شاب يتخبط في المسالك الباطلة التي تذهب به بعيدًا عن الكتاب الكريم والسنة الشريفة ودوامة الأفاعي والكلاب والذئاب وغيرها من الحيوانات الأليفة والوحشية!