FADAK946 Telegram 6083
🔴فرح المخلفون:
ذكر القرآن الكريم أن المخلفين وهم مجموعة من المنافقين تركوا الجهاد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفرحوا بتخلفهم عن نصرته، وذكر الله تعالى حالهم بقوله: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ} (التوبة: ٨١).

وجاء في كتب التفسير: (أنّ هؤلاء قد ظنوا بأنّهم قد حققوا نصرًا بتخلفهم وتخذيلهم المسلمين وصرف أنظارهم عن مسألة الجهاد، وضحكوا لذلك وقهقهوا بمل‌ء أفواههم، وهذا هو حال المنافقين في كل عصر وزمن) [الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج ٦ ص ١٤٧].

ويذكرنا حال هؤلاء المنافقين ببعض المحسوبين على التشيع الذين فرحوا أكثر من إسرائيل حين توقفت الحرب بدعوى أنّهم كانوا محقين في تثبيطهم لعزيمة المؤمنين وإشاعة الفتنة بينهم واستعمال بعض الروايات من قبيل (أحلاس البيوت) ونسبة المجاهدين إلى الزيدية للنيل منهم!

كما أن الصهاينة بعظمة غرورهم وتكبرهم لم يجمعوا على أن توقف الحرب آلت لصالح إسرائيل ولم تشكل نصرًا لهم، بينما هؤلاء (المخلفون) يجمعون على أن النصر كان من صالح العدو، وأن الحزب لم يحقق أيًا من أهدافه نسبة لما قدمه من التضحيات.

وقد تكتب عنهم بما فيه الكفاية، أنقل هنا ما كتبته سابقًا بعنوان: (دور المنافقين بعد انتهاء المعارك) إذ جاء فيه ما نصه:

عادة لم تنخرم من الزمن السالف حتّى الزمن الحاضر وهو (تعيير) الـ(منافق) للـ(مجاهد) بعد انتهاء (المعركة) التي لم يشارك بها، ومن الطبيعي أن في كل قتال وجهاد (خسارة وربح) إذ هذا هو نتيجة القتال الذي عبر عنه القرآن الكريم بأنّه {هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى‏ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} (البقرة: ٢١٦).

وحين تحصل بعض الخسائر يأتي دور المنافق التشنيعي، ونبدأ أولاً بالتاريخ الذي ذكره القرآن الكريم لحالة هؤلاء:

فقد قال زمرة من المنافقين في حرب أحد: {لو أطاعونا ما قتلوا} (آل عمران: ١٦٨)، إذ ظنوا أن القعود من حكمتهم ورجاحة عقلهم، فرد عليهم الله تبارك وتعالى بقوله: {فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين} (آل عمران: ١٦٨)، بمعنى أن الموت يصيب القاعد والمجاهد، ومن لم يمت بالسيف مات بغيره.

وكان للإمام الحسين (عليه السلام) أخ دعاه معه للخروج ولم يخرج ذكر ابن عنبة: (ولما بلغه قتل أخيه الحسين (عليه السلام) خرج في معصفرات له وجلس بفناء داره وقال: أنا الغلام الحازم ولو أخرج معهم لذهبت في المعركة وقتلت) [عمدة الطالب ص ٣٦٢].

ومعنى (أنا الغلام الحازم) أنّه يقصد أن رأيه كان في عدم الخروج أصوب من رأي الإمام الحسين (عليه السلام) وأنّه اعتبر القتل الحاصل لشهداء كربلاء ومن أيد الإمام الحسين (عليه السلام) خسارة تفاداها برجاحة عقله!

مع أن القتل في سبيل الله مواجهة الظلم من الفوز الكبير، وقد قال تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران: ١٦٩)، وقال جل شأنه: {كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ} (آل عمران: ١٨٥).
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM



tgoop.com/fadak946/6083
Create:
Last Update:

🔴فرح المخلفون:
ذكر القرآن الكريم أن المخلفين وهم مجموعة من المنافقين تركوا الجهاد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفرحوا بتخلفهم عن نصرته، وذكر الله تعالى حالهم بقوله: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ} (التوبة: ٨١).

وجاء في كتب التفسير: (أنّ هؤلاء قد ظنوا بأنّهم قد حققوا نصرًا بتخلفهم وتخذيلهم المسلمين وصرف أنظارهم عن مسألة الجهاد، وضحكوا لذلك وقهقهوا بمل‌ء أفواههم، وهذا هو حال المنافقين في كل عصر وزمن) [الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج ٦ ص ١٤٧].

ويذكرنا حال هؤلاء المنافقين ببعض المحسوبين على التشيع الذين فرحوا أكثر من إسرائيل حين توقفت الحرب بدعوى أنّهم كانوا محقين في تثبيطهم لعزيمة المؤمنين وإشاعة الفتنة بينهم واستعمال بعض الروايات من قبيل (أحلاس البيوت) ونسبة المجاهدين إلى الزيدية للنيل منهم!

كما أن الصهاينة بعظمة غرورهم وتكبرهم لم يجمعوا على أن توقف الحرب آلت لصالح إسرائيل ولم تشكل نصرًا لهم، بينما هؤلاء (المخلفون) يجمعون على أن النصر كان من صالح العدو، وأن الحزب لم يحقق أيًا من أهدافه نسبة لما قدمه من التضحيات.

وقد تكتب عنهم بما فيه الكفاية، أنقل هنا ما كتبته سابقًا بعنوان: (دور المنافقين بعد انتهاء المعارك) إذ جاء فيه ما نصه:

عادة لم تنخرم من الزمن السالف حتّى الزمن الحاضر وهو (تعيير) الـ(منافق) للـ(مجاهد) بعد انتهاء (المعركة) التي لم يشارك بها، ومن الطبيعي أن في كل قتال وجهاد (خسارة وربح) إذ هذا هو نتيجة القتال الذي عبر عنه القرآن الكريم بأنّه {هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى‏ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} (البقرة: ٢١٦).

وحين تحصل بعض الخسائر يأتي دور المنافق التشنيعي، ونبدأ أولاً بالتاريخ الذي ذكره القرآن الكريم لحالة هؤلاء:

فقد قال زمرة من المنافقين في حرب أحد: {لو أطاعونا ما قتلوا} (آل عمران: ١٦٨)، إذ ظنوا أن القعود من حكمتهم ورجاحة عقلهم، فرد عليهم الله تبارك وتعالى بقوله: {فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين} (آل عمران: ١٦٨)، بمعنى أن الموت يصيب القاعد والمجاهد، ومن لم يمت بالسيف مات بغيره.

وكان للإمام الحسين (عليه السلام) أخ دعاه معه للخروج ولم يخرج ذكر ابن عنبة: (ولما بلغه قتل أخيه الحسين (عليه السلام) خرج في معصفرات له وجلس بفناء داره وقال: أنا الغلام الحازم ولو أخرج معهم لذهبت في المعركة وقتلت) [عمدة الطالب ص ٣٦٢].

ومعنى (أنا الغلام الحازم) أنّه يقصد أن رأيه كان في عدم الخروج أصوب من رأي الإمام الحسين (عليه السلام) وأنّه اعتبر القتل الحاصل لشهداء كربلاء ومن أيد الإمام الحسين (عليه السلام) خسارة تفاداها برجاحة عقله!

مع أن القتل في سبيل الله مواجهة الظلم من الفوز الكبير، وقد قال تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران: ١٦٩)، وقال جل شأنه: {كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ} (آل عمران: ١٨٥).

BY الدفاع عن الحوزة العلمية


Share with your friend now:
tgoop.com/fadak946/6083

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Telegram users themselves will be able to flag and report potentially false content. But a Telegram statement also said: "Any requests related to political censorship or limiting human rights such as the rights to free speech or assembly are not and will not be considered." While the character limit is 255, try to fit into 200 characters. This way, users will be able to take in your text fast and efficiently. Reveal the essence of your channel and provide contact information. For example, you can add a bot name, link to your pricing plans, etc. 3How to create a Telegram channel? In 2018, Telegram’s audience reached 200 million people, with 500,000 new users joining the messenger every day. It was launched for iOS on 14 August 2013 and Android on 20 October 2013.
from us


Telegram الدفاع عن الحوزة العلمية
FROM American