tgoop.com/fadak946/6088
Last Update:
من الملاحظ في بعض الأحيان أن ينقل بعض المغرضين أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) ويقرنوها ببعض فتاوى الفقهاء التي تخالف هذه الرواية أو تلك، مع أن قضية الاستدلال الفقهي بالروايات ليس بهذه السذاجة، بل لا بدّ من التفقه بالرواية قبل بناء حكم عليها، ومن هنا روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : (همة السفهاء الرواية وهمة العلماء الدراية) [بحار الأنوار ج ٢ ص ١٦٠].
مثلاً مسألة التحريم بالنسبة للمرأة المزني بها على الأب إن زنا الابن والعكس بالعكس من المسائل التي ذكرها العديد من الفقهاء وليس السيد السيستاني فقط، وأنّ هذا الفعل الشنيع لا يستلزم نشر الحرمة بين الطرفين؛ وإنما الحرمة تنتشر فيما لو تزوج الابن أو الأب بالمرأة عن طريق الحلال.
وفي هذا الصدد قال السيد الخوئي: (وهذا هو الصحيح إذ لا موجب للقول بالحرمة، لا سيما بعد دلالة جملة من النصوص المعتبرة على أن (الحرام لا يحرم الحلال)، فإن مقتضاها أنّ حلّية التزوّج بالمرأة الثابتة لكل من الأب والابن قبل صدور الفعل الشنيع من الآخر لا ترتفع بصدور الفعل من الآخر) [المباني في شرح العروة الوثقى ج ٣٢ ص ٣١٧ من الموسوعة].
توضيح ذلك: أن زواج الأب من (س) حلال، وكذا زواج الابن من (س) قبل أن يتزوجها الأب حلال أيضًا عليه، ولو طرأ الزنا من الأب أو الابن بـ(س) قبل أن يتزوجها أحدهما فهذا لا يجعلها محرمة فيما لو أراد الأب أو الابن الزواج منها بعد ذلك؛ لأن الحرام - وهو الزنا - لا يحرم الحلال - وهو الزواج - كما هو مفاد الكثير من الروايات.
ثم ذكر السيد الخوئي الروايتين المذكورتين في منشور صاحب الاعتراض، وذكر أنها بالإضافة إلى مخالفتها لقاعدة (الحرام لا يحرم الحلال)، فهي كذلك معارضة لما جاء في صحيحة زرارة عن الإمام الباقر (عليه السلام) إذ قال: (إنما يحرم ذلك منه إذا أتى الجارية وهي له حلال، فلا تحل تلك الجارية لابنه ولا لأبيه)[الكافي ج ٥ ص ٤١٩].
ومن خلال ذلك بنى الكثير من الفقهاء على عدم حرمة المزني بها على الأب أو الابن فيما لو كانت غير مشتهرة بالزنا، وأن هذا الحكم مبني على جملة من القواعد والروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام)، نعم بعض الروايات لا يمكن الاستدلال بها على الحرمة ومن هنا بنى بعضهم الحلية وجعل الأولى احتياطًا تركها.
وما يحاول بعض السفهاء فعله من خلال هكذا منشورات هو إيهام الناس على أن هؤلاء الفقهاء يحثون على الفجور والفحشاء، والحال أن هذه التهمة يمكن أن ترجع لأهل البيت (عليهم السلام) فيما إذا طالع الآخر الروايات الأخرى التي أشارت إلى الحليّة!