FADAK946 Telegram 6098
🔴أهل البيت ومزاولة العمل السياسي:
انتشر اليوم كلام لأحد الفضلاء وهو السيد محمد جعفر الحكيم يذكر أنّ الأئمة (عليهم السلام) لم يزاولوا العمل السياسي بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وأنهم حافظوا على الشيعة من خلال المداراة والمحبة، ويمكن الملاحظة على ذلك بنقطتين:

النقطة الأولى: من الأوصاف الهامة للأئمة المعصومين (عليهم السلام) جميعًا ابتداءً من أمير المؤمنين (عليه السلام) وانتهاءً بالحجة (عجل الله فرجه) أنهم جميعًا يوصفون بـ(ساسة العباد، وأركان البلاد) [من لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ٦١٠].

وقد كتب جملة من العلماء التاريخ السياسي لبعض الأئمة (عليهم السلام) بعد الإمام الحسين (عليه السلام) نذكر هنا بعض الكتب:

ـ جهاد الإمام السجاد للسيد محمد رضا الجلالي.
ـ الحياة السياسية للإمام الكاظم للشيخ عصري الباني.
ـ الحياة السياسية للإمام الرضا للسيد جعفر مرتضى العاملي.
ـ الحياة السياسية للإمام الجواد للسيد جعفر مرتضى العاملي.

فالسياسة لم تخل من حياة الأئمة (عليهم السلام) سواء كان على مستوى التدخل المباشر بالحكم، أو على أساس العمل السياسي الميداني البعيد عن المشاركة الفعلية بالسلطة.

وقد ذكر السيد محسن الأمين العاملي في كتابه (الشيعة في مسارهم التاريخي ص ٦٦٥) فصل بعنوان: (الوزراء والأمراء والقضاة والنقباء من الشيعة) وكل هذه الأوصاف لمراكز سياسية كان يتسنمها أعيان الشيعة الثقات آنذاك، وبعضها كانت بأمر من المعصوم (عليه السلام) مباشرة كما هو حال علي بن يقطين وغيره.

النقطة الثانية: ما المقصود ترك الأئمة (عليهم السلام) للمجال السياسي؟ هنا يمكن أن نذكر عدة احتمالات:

الاحتمال الأوّل: ترك المطالبة بالسلطة بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وذلك لقلة الناصر، وليس لأن شأنهم بعيد عن سياسة الناس.

وهذا الاحتمال مما لا بأس به، ولكن العيب هنا ليس في عدم تدخلهم في الجانب السياسي، بل في قلّة الناصر، وكثرة الخاذل، فليس الملامة هنا على (السياسة)، بل على الناس، وربما لو توفر لهم الأنصار - كما هو مفاد بعض الروايات - لرجع الأئمة (عليهم السلام) إلى وظيفتهم الأساسية من سياسة العباد.

الاحتمال الثاني: ترك الدخول في المجال السياسي مطلقًا من قبل شيعتهم.

وهذا الاحتمال واضح الوهن؛ لأن هناك طبقة من ثقات الشيعة عملت في مفاصل الدولة لرعاية شؤون الشيعة وإبعاد الظلم عنهم، وقد أمرهم الأئمة (عليهم السلام) بملازمة التقية في عملهم وإظهار أنفسهم بمظهر المخالفين.

الاحتمال الثالث: ترك العمل الجهادي والقتالي مع المخالفين وحكوماتهم.

وهذا الاحتمال أيضًا واضح الوهن؛ لأن الأئمة (عليهم السلام) في حالة العدوان الخارجي على الأمة الإسلامية كانوا يشاركون الدول المخالفة بما فيها الدولة الأموية على عدة مستويات:

المستوى الأوّل: الافتاء بجواز إمدادهم بالسلاح، كما جاء عن هند السراج قال: (قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إني كنت أحمل السلاح، إلى أهل الشام فأبيعه منهم فلما أن عرفني الله هذا الامر ضقت بذلك وقلت: لا أحمل إلى أعداء الله، فقال: احمل إليهم فإن الله يدفع بهم عدونا وعدوكم ـ يعني الروم ـ وبعهم) [الكافي ج ٥ ص ١١٢].

المستوى الثاني: الإمداد بالجند من الشيعة، إذ كانوا يشاركون مع السلطان الجائر في رد عادية الكفار، كما ذكر السيد نعمة الله الجزائري في شرح دعاء أهل الثغور: (إنه كان بينهم كثير من أهل الوفاق والشيعة كما هو مشهور وفي الأخبار مسطور) [نور الأنوار ص ٢٣٣].

المستوى الثالث: الإمداد المعنوي، كدعاء الإمام السجاد (عليه السلام) لجيشهم بالنصر على عدو الإسلام كما هو واضح في (دعاء الثغور)، وفي ما كان يكتبه الإمام الباقر (عليه السلام) من أحكام الجهاد الفقهية والأخلاقية لبعض خلفاء بني أمية كما جاء في الكافي ج ٥ ص ٣.

وعلى هذا الأساس فسلب التدخل السياسي من الأئمة (عليهم السلام) في زمن سلاطين بني أمية والعباس بشكل مطلق من سهو القلم وقلّة التتبع وإلا فالشواهد كثيرة على مشاركتهم في الأوضاع السياسية في زمانهم (عليهم السلام).
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM



tgoop.com/fadak946/6098
Create:
Last Update:

🔴أهل البيت ومزاولة العمل السياسي:
انتشر اليوم كلام لأحد الفضلاء وهو السيد محمد جعفر الحكيم يذكر أنّ الأئمة (عليهم السلام) لم يزاولوا العمل السياسي بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وأنهم حافظوا على الشيعة من خلال المداراة والمحبة، ويمكن الملاحظة على ذلك بنقطتين:

النقطة الأولى: من الأوصاف الهامة للأئمة المعصومين (عليهم السلام) جميعًا ابتداءً من أمير المؤمنين (عليه السلام) وانتهاءً بالحجة (عجل الله فرجه) أنهم جميعًا يوصفون بـ(ساسة العباد، وأركان البلاد) [من لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ٦١٠].

وقد كتب جملة من العلماء التاريخ السياسي لبعض الأئمة (عليهم السلام) بعد الإمام الحسين (عليه السلام) نذكر هنا بعض الكتب:

ـ جهاد الإمام السجاد للسيد محمد رضا الجلالي.
ـ الحياة السياسية للإمام الكاظم للشيخ عصري الباني.
ـ الحياة السياسية للإمام الرضا للسيد جعفر مرتضى العاملي.
ـ الحياة السياسية للإمام الجواد للسيد جعفر مرتضى العاملي.

فالسياسة لم تخل من حياة الأئمة (عليهم السلام) سواء كان على مستوى التدخل المباشر بالحكم، أو على أساس العمل السياسي الميداني البعيد عن المشاركة الفعلية بالسلطة.

وقد ذكر السيد محسن الأمين العاملي في كتابه (الشيعة في مسارهم التاريخي ص ٦٦٥) فصل بعنوان: (الوزراء والأمراء والقضاة والنقباء من الشيعة) وكل هذه الأوصاف لمراكز سياسية كان يتسنمها أعيان الشيعة الثقات آنذاك، وبعضها كانت بأمر من المعصوم (عليه السلام) مباشرة كما هو حال علي بن يقطين وغيره.

النقطة الثانية: ما المقصود ترك الأئمة (عليهم السلام) للمجال السياسي؟ هنا يمكن أن نذكر عدة احتمالات:

الاحتمال الأوّل: ترك المطالبة بالسلطة بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وذلك لقلة الناصر، وليس لأن شأنهم بعيد عن سياسة الناس.

وهذا الاحتمال مما لا بأس به، ولكن العيب هنا ليس في عدم تدخلهم في الجانب السياسي، بل في قلّة الناصر، وكثرة الخاذل، فليس الملامة هنا على (السياسة)، بل على الناس، وربما لو توفر لهم الأنصار - كما هو مفاد بعض الروايات - لرجع الأئمة (عليهم السلام) إلى وظيفتهم الأساسية من سياسة العباد.

الاحتمال الثاني: ترك الدخول في المجال السياسي مطلقًا من قبل شيعتهم.

وهذا الاحتمال واضح الوهن؛ لأن هناك طبقة من ثقات الشيعة عملت في مفاصل الدولة لرعاية شؤون الشيعة وإبعاد الظلم عنهم، وقد أمرهم الأئمة (عليهم السلام) بملازمة التقية في عملهم وإظهار أنفسهم بمظهر المخالفين.

الاحتمال الثالث: ترك العمل الجهادي والقتالي مع المخالفين وحكوماتهم.

وهذا الاحتمال أيضًا واضح الوهن؛ لأن الأئمة (عليهم السلام) في حالة العدوان الخارجي على الأمة الإسلامية كانوا يشاركون الدول المخالفة بما فيها الدولة الأموية على عدة مستويات:

المستوى الأوّل: الافتاء بجواز إمدادهم بالسلاح، كما جاء عن هند السراج قال: (قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إني كنت أحمل السلاح، إلى أهل الشام فأبيعه منهم فلما أن عرفني الله هذا الامر ضقت بذلك وقلت: لا أحمل إلى أعداء الله، فقال: احمل إليهم فإن الله يدفع بهم عدونا وعدوكم ـ يعني الروم ـ وبعهم) [الكافي ج ٥ ص ١١٢].

المستوى الثاني: الإمداد بالجند من الشيعة، إذ كانوا يشاركون مع السلطان الجائر في رد عادية الكفار، كما ذكر السيد نعمة الله الجزائري في شرح دعاء أهل الثغور: (إنه كان بينهم كثير من أهل الوفاق والشيعة كما هو مشهور وفي الأخبار مسطور) [نور الأنوار ص ٢٣٣].

المستوى الثالث: الإمداد المعنوي، كدعاء الإمام السجاد (عليه السلام) لجيشهم بالنصر على عدو الإسلام كما هو واضح في (دعاء الثغور)، وفي ما كان يكتبه الإمام الباقر (عليه السلام) من أحكام الجهاد الفقهية والأخلاقية لبعض خلفاء بني أمية كما جاء في الكافي ج ٥ ص ٣.

وعلى هذا الأساس فسلب التدخل السياسي من الأئمة (عليهم السلام) في زمن سلاطين بني أمية والعباس بشكل مطلق من سهو القلم وقلّة التتبع وإلا فالشواهد كثيرة على مشاركتهم في الأوضاع السياسية في زمانهم (عليهم السلام).

BY الدفاع عن الحوزة العلمية


Share with your friend now:
tgoop.com/fadak946/6098

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

The channel also called on people to turn out for illegal assemblies and listed the things that participants should bring along with them, showing prior planning was in the works for riots. The messages also incited people to hurl toxic gas bombs at police and MTR stations, he added. The initiatives announced by Perekopsky include monitoring the content in groups. According to the executive, posts identified as lacking context or as containing false information will be flagged as a potential source of disinformation. The content is then forwarded to Telegram's fact-checking channels for analysis and subsequent publication of verified information. Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image. Hashtags Just at this time, Bitcoin and the broader crypto market have dropped to new 2022 lows. The Bitcoin price has tanked 10 percent dropping to $20,000. On the other hand, the altcoin space is witnessing even more brutal correction. Bitcoin has dropped nearly 60 percent year-to-date and more than 70 percent since its all-time high in November 2021.
from us


Telegram الدفاع عن الحوزة العلمية
FROM American