tgoop.com/fadak946/6117
Last Update:
من الأمور المؤسفة في حوزة النجف الأشرف تلك الحوزة المعطاء وجود ظاهرة (التسقيط) بين بعض أبنائها واتجاهاتها المختلفة، وهناك طبقة من كل تلك الاتجاهات من ترفع (راية التسقيط) في ذم هذا العالم أو ذاك ونسبة كل فضاعة وفضاضة له!
وقد لا يستسيغ بعضهم هذا الكلام، ويعد قوله من البهتان؛ لأن الحقيقة لا تروق لهذا (البعض)؛ لأنه يريد أن يقنع نفسه والناس بأن ما يمارسه من تسقيط وتشويه متعمد هو بداعي التكليف الإلهي شأنّه بذلك شأنّ كل فاحشة يغلف قبحها أصحابها ببعض المفاهيم الدينية كما قال جل شأنّه: (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا #واللهُ_أَمَرَنا_بِها} (الأعراف: ٢٨).
وهناك العديد من (القصص والغصص) لبعض العلماء طالهم (لسان التسقيط) حتّى وصل ببعض العلماء أن مات بغصته جراء تشويه سمعته لمجرد أن له مشروعًا لا يروق للبعض أو فكرة يراها بعض قصار النظر مخالفة لنظام الحوزة العلمية، وبعض من مات بغصصه كتب بعض غصصه وبعض آخر مات وماتت قصته معه!
بل هناك من داخل الحوزة العلمية ممن يرتبط ببعض المراجع الكبار من يبذل أموالاً طائلة لـ(جماعة) شغلها الشاغل هو التسقيط بمن يخالفهم من المراجع الكرام وتشويه سمعته من خلال دعمهم بمنشورات (ممّولة) بآلاف الدولارات!
ويذكر جملة من الأعلام هذه الظاهرة المقيتة في عدم احترام العلماء وتسقيطهم ومن بين هؤلاء:
• أولاً: الشيخ محمد رضا المظفر
إذ يقول: (ما زلت أنعى على نفسي وعلى بلدي ظاهرة ملتوية مشجية وهي أنا معاشر المسلمين والنجفيين بالأخص أمة بكاءة نجيد الأسف حيث لا ينفع الأسف.
فنهب من غفوتنا مذعورين بلغاء في القول شعراء في الرثاء عندما نخسر من رجالنا الأفذاذ من كان يجب أن نرفع بضبعه في حياته وأن نضعه في منزلته اللائقة به من تكريم ورعاية وحدب وعناية.
وكنا وهو حي بين ظهرانينا لا نكيل له بصاعه أو لا نشعر مجتمعنا السادر بما له من حق الشكر والتقدير من أمته إذا لم نجرئ فنغمز قناته غمطًا لحقه واستهانة بكرامته) [موسوعة العلامة الشيخ محمد رضا المظفر ج ٧ ص ١٩٧].
• ثانيًا: الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء
إذ يقول عن العلامة البلاغي: (والنجف بلد غريب من هذه الناحية، فهو لا يعرف قيمة الرجال إلا إذا ماتوا، فتراه يندبهم وينوح عليهم ويجزع لفقدهم.
وبالأمس كُنا نشاهد المرحوم الشيخ جواد البلاغي -الذي صدم الثالوث- كان يمرّ بالسوق كأحد الناس يحمل متاعه بيده وينوء بحمله دون أن يجد من يعينه على ذلك، وهم لا يعرفون مَن هو، ولكنه ساعة أن نُعي شخصه قام النجف لفقده وقعد!) [موسوعة العلامة البلاغي ج ١ ص ٣٠٩].
• ثالثًا: السيد روح الله الخميني
إذ يقول: (إذا اشتبكنا فيما بيننا، وكفرت انا فلانًا وكفرني هو، فإن كلينا سنسقط في نظر الناس وسينفضوا عنا، كما هو حالهم معنا الآن، إذ لم يبق معنا منهم سوى القليل.
وأما القسم الأعظم، فقد تفرق عنا وابتعد، وطبيعي حصول هذا عندما يكثر سماعهم عن المشاكل الكثيرة، وعن وضع المعممين كذا وكذا، #وخصوصًا_في_النجف التي تمتاز بأمور تميزها عن الأماكن الاخرى حديثة النشأة) [صحيفة الإمام ج ٢ ص ٢٦].
ومن هذا المنطلق ينبغي لكل غيور على الحوزة العلمية سيما حوزة النجف الأشرف المجاورة لإمام المتقين (عليه السلام) أن يقف أمام هؤلاء التسقيطيين ولا ينخدع بكلامهم وشعاراتهم فهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون من أهم أسباب تفرق الشيعة وتشتتهم وانكسار شوكتهم!
وليكن التركيز على (الانحرافات الحقيقية التي تمس العقيدة) والكف عن حرب أن فلانًا يقلد فلانًا، وأنّ هذا الاتجاه زيدي، وذاك صامت، وهذا ناطق، وهذا من الجماعة الفلانية وذاك من الجماعة العلانية وغيرها من التهم الباطلة التي يتقاذف بها بعضهم بعضًا لأهداف بعيدة عن الدين والتقوى!