tgoop.com/fahadalajlan/359
Last Update:
يدرك الناس عادة أهمية الصدق فيما يخبرون، وأنَّ الكذب مذموم حتى على الأعداء والخصوم،
لكن ما قد يخفى على كثيرٍ منهم أنَّ من مقتضيات الصدق أن يقبل خبر الصادق، ولا يكذبه لأجل هوى أو خصومة أو عداء أو خلاف.
وكما يتجنب الكذب على مخالفيه، فيجب أن يُصدِّق ما يقولونه من الحق والعدل، ولا يمنعه ما هم عليه من ضلالٍ أو عداوةٍ على تكذيب الصدق.
وهو معنى لطيف نبه عليه شيخ الإسلام ابن تيمية مستدلًا على ذلك بقوله تعالى ( والذي جاء بالصدق وصدق به)، فمرتبة الصديقية تقتضي أن يكون صادقًا، وأن يُصدِّق بالصدق أيضًا.
يقول الشيخ في هذا المعنى:
(وأنت تجد كثيرًا من المنتسبين إلى علمٍ ودينٍ لا يَكذبون فيما يقولونه، بل لا يقولون إلا الصدق، لكن لا يقبلون ما يخبر به غيرهم من الصدق، بل يحملهم الهوى والجهل على تكذيب غيرهم وإن كان صادقًا: إما تكذيب نظيره، وإما تكذيب من ليس من طائفته.
ونفس تكذيب الصادق هو من الكذب، ولهذا قرنه بالكاذب على الله، فقال : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ).
فكلاهما كاذب:
هذا كاذبٌ فيما يخبر به عن الله،
وهذا كاذبٌ فيما يخبر به عن المخبر عن الله).
منهاج السنة النبوية (٧/ ١٩٢).
BY قناة د.فهد بن صالح العجلان
Share with your friend now:
tgoop.com/fahadalajlan/359