tgoop.com/fahadalajlan/364
Last Update:
ويحسن التنبيه في آخره على أمرين:
الأول: أنَّ الحديث هو عن "تعظيم الخير" و "تخفيف الشر" و "توسيع المصلحة" و "تقليل المفسدة" وليس عن الإزالة والإعدام، فالخلاف موجود، والافتراق قائم، والفساد المترتب عليه عظيم، وهو قديم وباقٍ،
فليس المقصود أنَّ الشيخ قد أزاله في عصره مطلقًا، بل ولا قضى على أكثره، ولا أنَّ صاحب الحق سيلغي أثر الافتراق بسعة عقله وعلمه، فليس هذا من سعة العقل والعلم في شيء.
وهذا يكشف غلط طرفي النقيض كليهما:
فمن يتمسك ببيان الحق فقط يلحظ بقاء الخلاف واستحالته، ولا يلحظ العوامل المؤثرة في تخفيفه، وتوسيع الحق، فيرى أنَّه يجب عدم الالتفات إلى هذه العوامل بسبب ما يلاحظه من بقاء الخلاف.
ومن يتمسك بالمعاني الكلية الأخرى يرى ضرورة إزالة الخلاف، ويستخف بمن يعتني به، ويتعامى عن حقيقة بقاء الخلاف وآثاره والفساد المترتب عليه.
الثاني: أنَّ هذا لا يعني التفريط في بيان الحق ولوازمه وتطبيق أحكامه، فلا يتوهم أنَّ ما سبق يعارض أنَّ الشيخ قد ردَّ عليهم، وأكثر الكتابة فيهم، وشدد القول في مواضع، وتكلَّم في أحكام أهل البدع، وبيَّن ما يجب في منع قولهم، وإقامة الأحكام عليهم ..
فكل هذا لا ينافي ما سبق، فهو وسطٌ بين طرفين، لا يقول بإلغاء المعاني المتعلقة بجمع الكلمة، وحفظ حقوق المسلمين، والتعاون معهم في الخير، وغيرها بسبب التمسك ببيان الحق وآثاره، ولا يلغي أهمية بيان الحق أو يزهد فيه بسبب هذه المعاني،
بل ثم مساحة واسعة جدًا بينهما، يمكن معها بيان الحق، وتخفيف الشر، وتعظيم المصلحة، وهو ما يختلف باختلاف الزمان والمكان والحال، لكنه يتطلب سعة في العلم والعقل، وهو ما تحقَّق في مثل منهج الشيخ رحمه الله، ومرَّ بعض المعالم الكاشفة عنه.
BY قناة د.فهد بن صالح العجلان
Share with your friend now:
tgoop.com/fahadalajlan/364