tgoop.com/fatima_alhadi30/933
Last Update:
رداً على سؤال صديقي علي..
"هل تفنى ذاكرة الأماكن؟"
أقول أن الذاكرة لا تفنى، الذاكرة أبداً لا تنسى الروائح، الأحداث، والأماكن..
قبل سنوات كنت برفقة أحدهم، الآن لا شيء يجمعنا على الإطلاق، لكنني لا زلت أذكر رائحته، أتذكر الأحداث بتفاصيلها، وأيضاً أتذكر الأماكن بدقةٍ مخيفة.
حتى هذا اليوم أذكر أول مكان قال لي فيه أحبك، أذكر الأماكن التي زرناها معاً والشوارع الممتلئة بخطواتنا، وأذكر آخر مكان التقينا فيه حيث ترك يدايّ وذهب.
كذلك الأماكن أعتقد أنها مثلنا تحمل الكثير من الذكريات، تحمل ذكرى لكل أحد خطا بها، تحمل لحظاتنا السعيدة والمُرّة، المشاكل ولحظات الصلح، تحمل بقايا الورد الذي تساقط جزء منه وجف في داخلها، تحمل الأشياء التي تُركت ولم يأخذها أصحابها.
الأماكن كانت شاهدة على البكاء، على الفرح، على المسرّات والجراح التي لم تُشفى.
ذاكرة الأماكن لا تفنى بل تتجدد،
بمواقف مشابهة أو بالحنين، وربما بوفائها لجميع اللحظات التي عاشتها.
أعرف مكاناً عاش مئات السنوات، يحمل في داخله ملايين القصص وما زال يحفظها جميعها، يحافظ عليها لأنه يدرك أن فناء الذاكرة يعني فناءه.
الذاكرة تكوّننا، نتشكّل بالأحداث على مر السنين، نحن الذاكرة، إن غابت نغيب وإن حضرت هذا يعني وجودنا.
- فاطمة الهادي
BY يوفوريا | فاطمة الهادي
Share with your friend now:
tgoop.com/fatima_alhadi30/933