tgoop.com/fawaednafeesa/10104
Last Update:
[وكتابا عبدالقاهر: «أسرار البلاغة» و «دلائل الإعجاز»، أصلان جليلان في البلاغة، لم يسبقهما سابق ممن كتب في البلاغة، وهما كـ «كتاب سيبويه»، بل أشد صعوبة، فمن أراد اليوم أن يرد الناس عن كتب المبرد ومن بعده إلى ابن عقيل، إلى ابن هشام إلى الأشموني، ويحثهم على استمداد النحو من «سيبويه» وحده، فقد أغراهم بأن يلقوا بأنفسهم في بحر لجي لا يرى راكبه شاطئاً يأوى إليه، وما هو إلا الغرق لاغير، «كتاب سيبويه» لا يعلم طالب العلم النحو، إلا إذا مهد له الطريق ابن عقيل وابن هشام والأشموني، وإلا فقد قذف نفسه في المهالك.
كل من دعا طلاب العلم إلى الإعراض عن الكتب التي قعدت القواعد، ومحصت الكتب التي تُعدُّ أصلاً في علم لم يسبقهم إلى مثله سابق، كسيبويه وعبد القاهر، وحثهم على الرجوع إلى الأصل وحده، دون استعانة بمن قعدوا قواعد هذا العلم، وقتلوه بحثًا وتنقيبا، فقد استهان بعقول هؤلاء الأئمة العظام الذين خدموا العلم بإخلاص وورع جيلاً بعد جيل، وعود طلبة العلم أن يستهينوا ويستخفوا بالعلم نفسه، وهذا هو البلاء الماحق لكل فضيلة في طالب العلم، ويخرجه من حيز التواضع في طلب العلم، إلى حيز الغرور والتبجح والاستطالة بعلم ليسوا منه في قبيل ولا دبير].
محمود محمد شاكر
BY أحمد عبد الحميد 🔻 (تقييد الخطَرات)
Share with your friend now:
tgoop.com/fawaednafeesa/10104