tgoop.com/fiqhal3laqat/811
Last Update:
من الأمور التي لا تنفك عن الإنسان أبدًا أنه محط انطباعات غيره عنه، فما دام المرء مخالطًا لغيره فإنهم لا محالة سيكوِّنون في أذهانهم صورة عنه، سواء تكلم أو سكت، تحرك أو سكن، طالت مخالطته لهم أو قلَّت.
وليس غريبًا أن تكون تصورات الناس عنك متعددة بقدر الناس الذين قابلتهم ولو لمرة واحدة، فهذا رآك حالة مرحك فتصوَّرك مرحًا وهذا حالة غضبك فتصورك غضوبًا وذاك حالة حزنك فتصورك حزينا، وهكذا ..
حتى لو اشترك كثير ممن يعرفونك في صفة لك -ككونك كريمًا مثلا- فإنهم سيختلفون في صفات أخرى ولو بقدر ضئيل لا محالة، بل حتى تصورهم لتلك الصفة المشتركة سيكون متفاوتًا، وبطبيعة الحال أنت لا تسير في الحياة حاملًا ملفًا تعريفيًّا خاصا بك "CV" تناوله كل من قابلك ليكوِّن صورته عنك.
إذا كان الأمر كذلك، فمن العبث أن تحاول أن ترسم صورتك في أذهان غيرك على هواك، فهذا كمحاولتك إمساك الهواء، فطِب نفسًا وعِش هانئ البال وتقبَّل بكل أريحية صورتك المشوهة في أذهان غيرك، فلست أنت راسمها الوحيد بل شاركتك الظروف في ذلك، وحاول إصلاح نفسك أنت لا صورتك.
- إبراهيم المنوفي
#فقه_العلاقات
BY فقه العلاقات
Share with your friend now:
tgoop.com/fiqhal3laqat/811