tgoop.com/fisalaldoki/44
Last Update:
ليعلم الناس إن كانوا يجهلون أن الأرحام والقرابات العائلية لم تحفظ إلا بالتأصيل إذ الإرتباط بالأصل يستلزم حفظ القرابة وكل من به صلة ولذا تجد المُجتمعات التي لم تؤصل ، أو انطمست فيها معالم التأصيل متقاطعة بل لربما الفرد يجهل اسم جده الرابع ولا يعلم هل كان لأبيه عم أو لجده أخ وهكذا فبالتأصيل حُفظت القرابات واستمرت الصلات وعُرفت العلاقات وكان الأثر واضحاً وجلياً للتأصيل الأول للعرب إلى أن جاء الإسلام والذي قام على مُرتكزهم وأبيهم إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام ، سواء أُبوة الولادة أم أبوة الإنتماء والدخول إفتقاراً ، ثم حصل التأصيل بعد ظهور الإسلام وانتشاره ، لمجئ أصل يبطل الإرتكاز على غيره ، ويوسم كل من خالفه بالنقص والذم، فكان التأصيل بالتصنيف وانتقاء الأسماء والألقاب المناسبة ، لكل فئة صُنفت ضمن محتواها المناسب ، وهذا يُدرك ويظهر من الأسماء ، حتى أن المتفطن يستطيع إدراك نوع التصنيف لكل قبيلة، من خلال إسمها ، في حال النظر والتدقيق ، أما ما يزعمه المتعالمون أدعياء العلم بالأنساب من أن الألقاب التأصيلية التي سُميت بها القبائل مجرد أسماء عادية لإشخاص ثم صار أصلاً مُنفرداً لما بعده من الذرية ، فهذا ضرب من الدجل والتزييف والتلقي عن أهل الذمة ، والتلبيس بشراكهم على الناس، تحريفاً وتضليلاً ، وتجهيلاً ، بالحسب ، الذي بموجبه جاء ذمهم وبمخالفتهم له ، وجب حصولهم في الذلة والصغار ،والنقص والإحتقار ، ولذلك انظر في تلك التأصيلات ، وما حوته كتب التجهيل ، التي كتبت وادُّعيَ أنها في علم الإنساب ، فستجد أن مرتكز التأصيل فيها مجهولة مُبتداها ، و مكذوب منتهاها ، فالأصل لا بد أن يكون منتهى ولا يصح أن يكون فرعاً ، ومن هو الذي يجب أن يكون هو مُنقَطَع الرفعة والمكانة والمنزلة العظيمة ؟ ثم الأصل يجب أن يكون له حسب مُقنن مقصود و مُحْكَم هو الدليل وهو الشاهد والحجة والأساس للمطابقة فيصح النسب إلى الأصل من خلاله والنفوذ عبره ، فالحسب هو الإثبات الذي لا يستطيع فاقد الأهلية الإدعاء إلى المكانة العالية لأنه مُمتَحَن ومُختَبَر بالحسب ، وبالتالي فهو مفضوح عند المقارنة اللغوية اللفظية ، والتجربة الواقعية مع الحسب ،.... فمَن مِن أولئك المجاهيل بل والسفلة المنحطين من أهل الشرك والأوثان ، له ذلك الحسب ، وإذا كان الأمر كذلك فمن يشرفه الإنتماء إليهم ؟ وما هي المكانة والرفعة المترتبة على الإنتساب إليهم ؟ وما الأحكام المرغوب في نيلها لمن يفقد أهلية الوصول ، والإرتاكاز عليهم ؟ وإلى أيِّ غاية يؤدون ؟ لعلها جهنم وبئس المصير..
BY قناه فيصل صالح احمد الدوكي( محمد بَنِي عبّاد) 👍 .
Share with your friend now:
tgoop.com/fisalaldoki/44