tgoop.com/fisalaldoki/53
Last Update:
الحسب هو المقياس والميزان ، للصحة ، في كل المجالات ، الشرعية الدينية واللغوية والعلمية والإجتماعية الأخلاقية . وما من مكانة و لا قيمة إلا ولها حسب يكون الإثبات لصحة نسبة الأشياء إليها واندماجها فيها ، فهو ضابط التفريق والبيان فيما خَفِيَ وتشابه ، وبدونه ، يحصل الخلط والفوضى وتسود الهمجية ويُعطى من لا يملك مالا يستحق ، ويُجهر بالباطل ، ويُضَادّ الحق ، ولا يحصل الضلال في الدين والإختلال في الأحكام أو الألفاظ والمعاني بدايةً إلا بترك الحسب أو بمخالفتة والإنحراف عنه ثم نسيانه ، والتزهيد فيه إلى أن يعادى ويتجرأ أهل الباطل إلى التحذير منه فتظهر شوكتهم وتعلوا غوغائيتهم ، والناظر في حال الأمة ، وانقساماتها يرى أن مجانبة العمل والفهم وِفق الحسب كان سبباً في ظهور فرق الضلال وتشعبها ، وحدوث البدع واستمرار الإنشقاقات المتوالية . واستحداث كل فرقة قواعد وأصول مُبتدعة لم تَكن موجودة ولا يُحتاح إليها تُبرر ما هي عليه ، فحصلت الجرأة على الخوض فيما لم يكن يجترئ أحدٌ للخوض فيه ، إلى أن تمادوا إلى الخوض في أوامر الدين وثوابته وأصوله ، و أسماء الله وصفاته وسوغوا لأنفسهم إصدار الأحكام وتفوهوا بالقول هذا يجوز لله و هذا لا يجوز . من ما لم يتفوه أحد به من قبل، بل لئن يهوي أحدهم من السماء فتخطفه الطير كان أهون عنده من أن يتكلم فيما تمادى به أولئك وتفوهوا به ، ولقد صارت أفكارهم و أقوالهم عندهم وعند أتباعهم من معلوميات الدين بالضرورة ، وتوسعت الردود والتعليلات ، عند كل طائفة وتوالدت إلى أن تمسكوا بما استحدثوه وغفلوا عما أُمِروا به وهم لا يشعرون ، فغلوا وتمادوا وتشدقوا وتجافوا ، حتى إن أحدهم يقضي عمره كله بين ركام الأوراق مما كُتِب ، يتأرجح بين قول هذا وما قاله ذاك ، من غير حجة ولا برهان إلا ما استحدثوا من قواعد قامت على المتشابه أوالظنون ،ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى
BY قناه فيصل صالح احمد الدوكي( محمد بَنِي عبّاد) 👍 .
Share with your friend now:
tgoop.com/fisalaldoki/53