tgoop.com/gauhsinsisn/1342
Last Update:
تنبيه مهم
تخصيص دعاء معين لكل يوم من أيام رمضان لم يرد عن النبي ﷺ ولا عن صحابته رضوان الله عليهم، وإنما الأصل في الدعاء أن يكون مطلقًا، فيجوز للمسلم أن يدعو متى شاء وبما شاء من خيري الدنيا والآخرة، دون تقييده بزمان أو لفظ مخصوص، إلا ما ورد في الكتاب والسنة.
فإن أراد العبد أن يتضرع إلى الله ويسأله بما يجول في خاطره، فذلك من أبواب الخير، لكنه لا يجوز أن يجعله سنة متَّبعة بين الناس، بحيث يُلزم بدعاء معين لكل يوم، فإن ذلك يعد من البدع المحدثة في الدين.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية
“لا ريبَ أنَّ الأذكارَ والدعوات مِن أفضل العبادات، والعبادات مبناها على التوقيف والاتِّباع، لا على الهوى والابتداع. فالأدعيةُ والأذكارُ النبويَّةُ هي أفضل ما يتحرَّاه المتحري من الذكر والدعاء، وسالكها على سبيل أمانٍ وسلامةٍ، والفوائد والنتائج التي تحصل لا يعبر عنها لسانٌ، ولا يحيط بها إنسانٌ.
وما سواها من الأذكار قد يكون محرَّماً، وقد يكون مكروهاً، وقد يكون فيه شركٌ مما لا يهتدي إليه أكثرُ النَّاسِ، وهي جملةٌ يطول تفصيلها.
وليس لأحدٍ أنْ يَسُنَّ للنَّاسِ نوعاً من الأذكار والأدعية غير المسنون، ويجعلها عبادةً راتبةً يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس، بل هذا ابتداعُ دينٍ لم يأذن الله به…
وأما اتخاذ وردٍ غير شرعيٍّ، واستنانُ ذكرٍ غيرِ شرعيٍّ، فهذا مما يُنهى عنه. ومع هذا ففي الأدعية الشرعية، والأذكار الشرعية: غايةُ المطالبِ الصحيحةِ، ونهايةُ المقاصدِ العليَّة، ولا يَعدلُ عنها إلى غيرها من الأذكارِ المحدَثة المبتدعةِ إلاّ جاهلٌ أو مفرِّطٌ أو متعَدٍّ”.
(انتهى من مجموع الفتاوى 22/510-511).