tgoop.com/ghras2/814
Last Update:
«وهكذا بنيت الدولة الحديثة على هذا الفراغ الأخلاقي وانطلقت تخلق في داخلها قيمها الخاصة بها "منطق الدولة" الذي مثل اعتبارات تعلو على كل قيمة اخلاقية باسم "مصلحة الدولة العليا". ففي البداية جرى تجميع البشر ليس على أساس المبادئ بل على أساس المنفعة الذاتية، ثم أصبح عليهم بعد ذلك أن يقبلوا حكم المصلحة الذاتية الجماعية للمؤسسة الجديدة التي خلقوها.
وقد أفاق المسلمون بعد سبات طال ليجدوا أنفسهم قاطنين في عالم الدول القومية هذا، وحكم عليهم أن يخدموا إلى الأبد هذه المؤسسات وأن يعبدوها من دون الله، وأصبح شعار المرحلة وعقيدتهما هما "وطني إن أخطأ أو أصاب" أو "أمتي فوق الجميع". ولم يعد التسبيح بحمد الله هو المطلوب، ولا الجهاد في سبيله، بل أصبح الاعتقاد بأن الوطن هو البديل الأعظم عن شعار "الله أكبر"، بينما أصبح الوطن هو الذي يقاتل في سبيله الناس فيقتلون ويُقتلون. فلا عجب إذن أن يصيب المسلمين دوار مزمن وفقدان للهوية بعد أن شهدوا هذا الإنقلاب في المفاهيم دون أن يكونوا جزءا منه.»
- عبد الوهاب الأفندي، الإسلام والدولة الحديثة، ص ١٢
BY غِراس
Share with your friend now:
tgoop.com/ghras2/814