tgoop.com/glodenagenonpervert/207
Last Update:
تُطلّ علينا اليوم إسرائيل بتصريحات لا تخلو من الحدة والتهديد، على لسان رئيس وزرائها السابق الذي يدعو صراحة إلى تدمير كافة البنى التحتية الإيرانية، إذ يرى أن اللحظة الحالية تمثل "أعظم فرصة" أمام إسرائيل منذ نصف قرن لتغيير وجه الشرق الأوسط بشكل جذري، وهو جزء من استراتيجية طويلة الأمد تعمل من خلالها إسرائيل على تقويض قدرات إيران الإقليمية، وعلى رأسها مشروعها النووي.
فمنذ فترة طويلة، كانت إيران تحاول تجنب التصعيد المباشر مع إسرائيل عبر تبني لغة الحوار والمفاوضات، لكنها بعد ضربة أمس لربما غيرت إيران استراتيجيتها، إذ تشير التقارير إلى أن قرار الرد على الغارات الإسرائيلية الأخيرة لم يكن قرارًا حكوميًا بل صدر عن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي يسيطر عليه الحرس الثوري، وربما هناك انقسام في الرأي بين القيادة السياسية (المرشد) التي تميل إلى الدبلوماسية، والمؤسسات العسكرية التي ترى أن الوقت تفضد للمواجهة.
نقلت وكالة أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي أن الرد على إيران سيكون "قويًا" خلال أيام، مشيرًا إلى أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك استهداف المنشآت النووية الإيرانية ومواقع استراتيجية أخرى مثل منشآت إنتاج النفط، وهذه التصريحات تأتي في وقت تعمل فيه إسرائيل على تحييد أي تهديد إيراني محتمل قبل أن تصل طهران إلى النقطة النووية الحرجة.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل ما يجري هو خطوة محسوبة من إسرائيل لاستدراج إيران إلى مواجهة شاملة، تكون فيها الولايات المتحدة مضطرة للتدخل لصالح تل أبيب؟
لأن إسرائيل تراهن على أن إيران لن تتمكن من تحمل الضغوط المتزايدة لفترة طويلة، خاصة إذا ما استمرت الضربات في استهداف منشآتها الحيوية.
الرد الإيراني أمس كان شبه محدود وسريعًا، وهو محفوف بالحذر والدليل أن الإعلان الإيراني بأن الهجمات الصاروخية انتهت خلال دقائق كان بمثابة رسالة مزدوجة: من جهة، تريد إيران أن تظهر نفسها كقوة حاضرة وقادرة على الرد، ومن جهة أخرى، تتجنب الانجرار إلى مواجهة مفتوحة قد تضعف موقفها أكثر في الداخل والخارج.
لربماإسرائيل قد تكون استفادت من هذا الوضع لتعزيز جرأتها في توجيه ضربة شديدة للمشروع النووي الإيراني، وإعادة إيران إلى المربع الأول.
لرربما ما حدث أمس هو بداية لتصاعد غير مسبوق في المنطقة، وما قد يتبع ذلك من تصعيد عسكري سيكون حاسمًا في تحديد مستقبل الشرق الأوسط العقود القادمة.
BY Groundless Ground
Share with your friend now:
tgoop.com/glodenagenonpervert/207