tgoop.com/glodenagenonpervert/221
Last Update:
تمامًا كما كان النظام الملكي الأرستقراطي في أنقى صوره يضمن وصول الأكفأ والأقدر إلى سدة الحكم.
ما نراه في الملكيات المعاصرة يشبه أسدًا فقد مخالبه وأنيابه، محاط بسياج من الرفاهية والحماية المصطنعة، هذه الملكيات، التي تخلت عن جوهر وجودها -المقدس والسيف- أصبحت أشبه بحدائق حيوان فاخرة، حيث يُعرض "الأسد الملكي" للمشاهدة والتصفيق، دون أن يواجه أي تحدٍ حقيقي يثبت أحقيته في القيادة.
كما أن الأسد الذي لا يصطاد ولا يدافع عن أرضه يفقد قوته وهيبته تدريجيًا، فإن الملكيات التي توقفت عن إعداد أبنائها للحرب وتجنيدهم في صفوف جيوشها، مكتفية بالمظاهر الخارجية للقوة -كالبذلات العسكرية المزينة بالنياشين- تسقط حتمًا في براثن الضعف والت خنث، كأنها أسود مدللة، فقدت غريزة الصيد والقتال، مكتفية بما يُقدم لها من طعام جاهز.
هذا الانحطاط في جوهر الأرستقراطية يؤدي إلى توقف آلية الاصطفاء الطبيعي التي تضمن بقاء الأقوى والأصلح في القمة.
الملكية، حين تفقد جوهرها، تنحدر إلى حالة من الخمول والضعف، كما ينحدر الأسد الذي فقد رغبته في الصيد إلى فريسة سهلة، وكما هو الحال في مملكة الأسود، حيث يضمن القائد مكانه عبر القوة والصراع، كذلك كانت الملكيات عبر العصور تستمد شرعيتها من السيف والقدرة على الدفاع عن الأمة. لكن مع مرور الوقت، وفي غياب التقاليد القتالية الصارمة التي تُعدّ الأجيال للحرب والمواجهة، نجد أن الملكيات المعاصرة قد انحدرت إلى حالة من الانحطاط. لم تعد الملكية مؤسسة قائمة على التنافس أو إثبات الجدارة، بل باتت تُورث كما تُورث الجينات، ليصبح الحاكم مجرد وريث لعرش لم يكتسبه من خلال صراع أو استحقاق، بل عبر الولادة.
في الطبيعة، الأسد الذي لا يُثبت جدارته في القتال يُطاح به بسرعة، حيث يحل محله أسد آخر أكثر قوة وقدرة على الصراع، في عالم الإنسان، كان هذا هو حال الأرستقراطيات المحاربة، التي تعزز سلطتها من خلال القوة والشجاعة في ميدان المعركة. لكن اليوم، نرى أن الملكيات قد تخلت عن هذا المبدأ الأساسي.
أصبح المال هو الوسيلة الوحيدة للبقاء، وبدلاً من أن تكون هذه الملكيات حامية لشعوبها، أصبحت هي من تطلب الحماية من الخارج، الأسد الذي كان يحكم الغابة بفضل قوته أصبح يعتمد على الضباع لحمايته، وهذا هو الانحدار بعينه.
BY Groundless Ground
Share with your friend now:
tgoop.com/glodenagenonpervert/221