tgoop.com/glodenagenonpervert/234
Last Update:
الأنوثة تتطلب التوازن بين العفوية والغموض، وهما عنصران جوهريين في خلق جاذبية خاصة تتناسب مع الطبيعة الأنثوية، هذه الجاذبية، تقف على النقيض من العقلانية الصارمة التي غالبا ما ترتبط بالذكورة وبمجالات تتطلب تحليلا علميا دقيقا ومنطقيا، في هذا السياق، الرجل والمرأة يتعاملان مع الواقع والذات والعالم المحيط بطرق مختلفة تماما، بسبب طبيعة كل منهما.
بالنسبة للرجل، تُعد العقلانية والصرامة الفكرية أمورا لا تنفصل عن مسار تحقيق ذاته، حياة الرجل تُجبره على تجاوز الذات الفردية والانطلاق نحو ما هو موضوعي وشمولي، أي أن تفكيره يتطلب الانتقال من الذاتية المحدودة إلى اللاشخصية الأوسع، وهي عملية ضرورية لتحقيقه الفردي وتواصله مع العالم، والتاريخ يظهر أن الرجال طوروا أدوات عقلانية تساعدهم في تنظيم العالم وفهمه بطريقة شمولية، وهذا جزء من سعيهم الدائم للتغلب على ذاتهم الفردية والانخراط في شيء أكبر وأكثر شمولية.
أما المرأة، فتعيش في حالة من التصاق الذات بالعالم، وهذا الالتصاق هو جزء من طبيعتها، المرأة تميل إلى التفاعل مع العالم من خلال ذاتها وتجربتها الشخصية، وهي أكثر ارتباطا بعالمها الداخلي ومواردها المباشرة، سواء كانت مادية أو معنوية، هذا الارتباط لا يعني أنه سلبي بالضرورة، بل يعكس قدرتها على التركيز على ما يخصها مباشرة، وعلى تعزيز مواردها وحمايتها، بالنسبة للمرأة، الأنوثة تتجسد في الحفاظ على الذات والاهتمام بما يتعلق بها بشكل مباشر، مما يجعلها أكثر تركيزا على الذات وأقل اهتماما بالخروج عن هذه الدائرة الضيقة نحو ما هو عام وشمولي، بالغالب.
هذا التوجه الأنثوي نحو الذات يُفسر بعض سلوكيات المرأة، حيث تميل إلى أن ترى نصرها الشخصي كجزء لا يتجزأ من تجربتها الذاتية.
نيتشه، في "ما وراء الخير والشر"، يشير إلى هذا المعنى عندما يقول إن المرأة تتلذذ بنصرها ولا تشعر بالحرج من ذلك، على عكس الرجل الذي قد يخجل من نجاحه الشخصي لأنه يراه جزءا من تجربة أكبر وأكثر شمولية.
المرأة تربط النصر بذاتها بشكل أكبر مما يفعله الرجل، الذي يميل إلى رؤية الانتصار في سياق أوسع وأكثر لا شخصي.
من هذا المنطلق، العقلانية جزء لا يتجزأ من نفسية الرجل بسبب الضرورة التي تفرضها عليه الحياة، وليس لأنها تفضيل طبيعي لديه، فالحياة تدفعه إلى استخدام العقلانية كوسيلة للبقاء والتفوق، عندما تتبنى المرأة صفات عقلانية صارمة، تفقد جزءاً من جاذبيتها الطبيعية.
السبب في ذلك هو أن العقلانية الصارمة، تخرجها عن طبيعتها التي تعتمد على العفوية والحدس، وهي العناصر التي تجعل الأنوثة مميزة.
هذا لا يعني تفضيل المرأة الجاهلة أو الغبية، على العكس، هناك ذكاء عفوي وطبيعي يتناغم مع الأنوثة، المرأة يمكن أن تكون ذكية جدا جدا ولكن بأسلوب يعكس طبيعتها الأنثوية التي تتسم بالعفوية والحدس، لا بالصرامة العقلية التي قد تفقد معها بعضاً من سحرها الخاص.
BY Groundless Ground
Share with your friend now:
tgoop.com/glodenagenonpervert/234