tgoop.com/glodenagenonpervert/235
Last Update:
لو رُمنا وصف الظاهرة العربية بما تحويه من سحر البيان وفصاحة اللسان، لعجز الكلام عن الإحاطة بكنهها، فلا تسعف الكلمات، مهما أوتيت من قوة وبراعة، في الإحاطة بسرّ الظاهرة العربية بما تكتنزه من سحر البيان وجزالة اللسان.
فلئن كانت الأمم قد تباهت بما أوتيت من فنون وعلوم، وتفاخرت بما حازت من معارف ورسوم، فإن العرب قد اختصهم الله بلسان ذي بيان، وكلام ذي سلطان، يفتح مغاليق القلوب، ويكشف خبايا الغيوب.
لكل أمةٍ من الأمم شأنٌ تتميز به، وخصلةٌ تُعرف بها، أما العرب وإن اشتملت على باقي الصفات وإن شاركوا الأمم في بعضها، لكنها أمة تميزت عن سائر الأمم بلسانٍ أودع الله فيه سرًّا لا يدرك كنهه إلا بشق الأنفس، فاختصها بملكة فريدة، نافذة إلى سويداء القلوب، وعقول البشر، أمة خُلقت لها الكلمة وخلقت هي لها، قد حازوا ما هو أرقى وأدوم، وهو البيان، فصنعوا بالكلمة ما عجزت عنه السيوف، وفتحوا بحروفهم ما استعصى على الجيوش.
فليقولوا أن العرب هم أهل الحرب، أو أهل الأخلاق والعزة، أو أهل العلم والحكمة، لكن الحقيقة الناصعة تبقى أنك إن أردت أن تسبر غور العرب وتدرك مكنونهم، فعليك أن تتأمل في لغتهم، فهي مرآة نفوسهم ومكمن وجودهم.
BY Groundless Ground
Share with your friend now:
tgoop.com/glodenagenonpervert/235