tgoop.com/glodenagenonpervert/250
Last Update:
مضى عامٌ على ذلك الطوفان، طوفان الأقصى الذي حمل معه أوجاعًا لا تحصى، وذكرياتٍ من بيوتٍ هُدّمت، وأطفالٍ شُردت، ونساءٍ بكين حتى جفّت المآقي، كل لحظة تمر كأنها سياط على أجسادٍ هزيلة، وكل يوم ينقضي كأنه عام من العذاب، كيف لفرحة يومٍ أن تخفي خلفها تلك الحقيقة المؤلمة؟ كيف لها أن تلبس ثوب البهجة، والجرح ما زال ينزف؟
وهل تذكرون ليلة مستشفى المعمداني؟ تلك الليلة التي ساد فيها الظلام وعمّ اليأس، قبل أن تمطر السماء بألم لا يوصف، كان المستشفى ملاذًا للضعفاء، بيتًا لمن لم يجد ملجأً غيره، ولكنه في تلك الليلة أصبح قبرًا مفتوحًا، يبتلع الأرواح بلا رحمة، ويغمر المكان برائحة الدم والدمار.
ولسان حال الكل: أبي إبني أين أمي؟ أخي أخي أين أختي؟ الكل سائل والكل مسؤول، وفجع الكل سائل ومسؤول.
في تلك الليلة كلنا نقول كمن قال: فاجع فاجع ورُزْء مهول وأسًى مُطبقٌ عريضٌ طويل، صدمةٌ رجَّت الوجودَ فلم يبقَ -لدى مَن لهم عقول- عقول، كلُّ عينٍ تزُوغُ في الأفقِ حيرى فترى الروح -في الدموع- تسيل، كلُّ قلبٍ يمور بالفجع مورا فترى ذبذباتِ حزنٍ تجولُ، في وجوهٍ تُذيبها حسراتٌ وانصهارٌ توتُّرٌ.. وذهول، بالدُّعاء غَصَّت الحناجر حتى ذابَ فيها الدُّعاء، وماتَ العويل، والكلُّ يرنو لا مطاف إلا الدموعُ السيول.
هلكوا والأحضانُ تهفو إليهم أينَ -لا أين– للنجاةِ سبيل؟
كم جمالٍ وكم شباب وأحلامٍ ومجدٍ أحرقتِ يا إسرائيل!
ليتَ شعري مَن كان يحسب هذي ليلة العمر ما وراها قفول؟
كيف لم تُحرزوا دقيقةَ صمتٍ؟ إنَّ عامًا مِنَ الحداد قليل!
BY Groundless Ground
Share with your friend now:
tgoop.com/glodenagenonpervert/250