GLODENAGENONPERVERT Telegram 254
يمتلك الإنسان انجذابا فطريا نحو القوة العارية الساحقة التي تجسد هيمنة قاهرة على الأعداء، قوة لا تتوقف عند أي حدود وتفرض إرادتها دون مراعاة للمثالية أو الأخلاق، وهذا الانجذاب تعبير عن رغبة في رؤية طموح القوة وهو يتحقق على أرض الواقع، بشكل يتجاوز مجرد البقاء إلى السيطرة الكاملة على المصائر، وإذا نظرنا تاريخنا العربي، فالدولة الأموية كمثال، نرى كيف أنها لم تقتصر على إخضاع العرب، بل امتدت لتغزو الفرس، والروم، والفرنجة، والأيبيريين، والترك، وصولا إلى حدود الصين، وهذا التوسع كان تجسيدا لرغبة جماعة معينة في قهر من حولهم وتوحيدهم تحت رايتهم، وهي رغبة انبثقت من طموحات أشخاص بعينهم، مثل معاوية بن أبي سفيان وعبد الملك بن مروان، الذين لم يروا في الحياة السياسية مجرد إدارة للشؤون اليومية، بل مسرحا لتحقيق السيادة المطلقة، وهذا الانجذاب للقوة العارية لا يقتصر على الماضي، بل يستمر حتى اليوم، حيث ينجذب كثيرون إلى الشخصيات التي تمتلك القوة القاسية والتي تمثل القدرة على إخضاع الأعداء وتحقيق النصر بلا رحمة، هذه الظاهرة ليست غريبة في تاريخ البشرية، هي متجذرة في الطبيعة البشرية التي تتوق لرؤية القوة في أبسط صورها وأكثرها مباشرة؛ القوة التي لا تعترف بالعوائق ولا تخضع لاعتبارات أخلاقية أو عاطفية.
القوة الساحقة تُلهب الخيال لأنها تمثل الحرية الكاملة، الحرية من القيود التي تفرضها الأنظمة والمعايير الاجتماعية، وتمثل استجابة حقيقية لرغبات مكبوتة في قهر الآخرين وتحقيق الهيمنة، وهو ما يجعل دولا مثل الدولة الأموية تحظى بإعجاب الكثيرين من شباب اليوم، فالبشر على مر العصور كانوا وما زالوا يميلون إلى تمجيد القادة الذين يحققون إرادتهم بالحديد والنار، الذين يقهرون الأعداء وينتصرون، لأن هذا الانتصار يعكس جزءا من التوق البشري القديم للسيادة المطلقة.
حتى في العصر الحديث، وفي ظل هيمنة الأفكار الديمقراطية وحقوق الإنسان الانجذاب إلى القوة العارية لا يزال حاضرًا، حيث يميل الناس إلى الإعجاب بالشخصيات والأنظمة التي تستطيع أن تفرض إرادتها بقوة على العالم، متجاوزة التحديات ومعاندة الأعداء.
إيران، على سبيل المثال، تجذب الكثيرين اليوم بسبب ما يرونه فيها من تجسيد لقوة مناهضة لإسرائيل والغرب، وهي قوة تعمل على قهر العوائق العالمية وفرض إرادتها على الساحة الدولية، رغم الضغوط والعقوبات. إيران، في عيون كثيرين رمز لقوة تصمد أمام الهيمنة الغربية، وتعيد إحياء صورة المقاومة القوية التي لا ترضخ ولا تستسلم، وهذا الإعجاب بالقوة لا يتعلق فقط بالسياسة الخارجية لإيران، بل يمتد إلى شكل النظام الذي يظهر صلابة داخلية وقدرة على السيطرة وتوجيه الأمور رغم كل الصعوبات.
هناك توق عميق في النفس البشرية لرؤية قوة تتحدى وتغلب، وتنتصر على ما يبدو مستحيلا وتسحق كل أعدائها.



tgoop.com/glodenagenonpervert/254
Create:
Last Update:

يمتلك الإنسان انجذابا فطريا نحو القوة العارية الساحقة التي تجسد هيمنة قاهرة على الأعداء، قوة لا تتوقف عند أي حدود وتفرض إرادتها دون مراعاة للمثالية أو الأخلاق، وهذا الانجذاب تعبير عن رغبة في رؤية طموح القوة وهو يتحقق على أرض الواقع، بشكل يتجاوز مجرد البقاء إلى السيطرة الكاملة على المصائر، وإذا نظرنا تاريخنا العربي، فالدولة الأموية كمثال، نرى كيف أنها لم تقتصر على إخضاع العرب، بل امتدت لتغزو الفرس، والروم، والفرنجة، والأيبيريين، والترك، وصولا إلى حدود الصين، وهذا التوسع كان تجسيدا لرغبة جماعة معينة في قهر من حولهم وتوحيدهم تحت رايتهم، وهي رغبة انبثقت من طموحات أشخاص بعينهم، مثل معاوية بن أبي سفيان وعبد الملك بن مروان، الذين لم يروا في الحياة السياسية مجرد إدارة للشؤون اليومية، بل مسرحا لتحقيق السيادة المطلقة، وهذا الانجذاب للقوة العارية لا يقتصر على الماضي، بل يستمر حتى اليوم، حيث ينجذب كثيرون إلى الشخصيات التي تمتلك القوة القاسية والتي تمثل القدرة على إخضاع الأعداء وتحقيق النصر بلا رحمة، هذه الظاهرة ليست غريبة في تاريخ البشرية، هي متجذرة في الطبيعة البشرية التي تتوق لرؤية القوة في أبسط صورها وأكثرها مباشرة؛ القوة التي لا تعترف بالعوائق ولا تخضع لاعتبارات أخلاقية أو عاطفية.
القوة الساحقة تُلهب الخيال لأنها تمثل الحرية الكاملة، الحرية من القيود التي تفرضها الأنظمة والمعايير الاجتماعية، وتمثل استجابة حقيقية لرغبات مكبوتة في قهر الآخرين وتحقيق الهيمنة، وهو ما يجعل دولا مثل الدولة الأموية تحظى بإعجاب الكثيرين من شباب اليوم، فالبشر على مر العصور كانوا وما زالوا يميلون إلى تمجيد القادة الذين يحققون إرادتهم بالحديد والنار، الذين يقهرون الأعداء وينتصرون، لأن هذا الانتصار يعكس جزءا من التوق البشري القديم للسيادة المطلقة.
حتى في العصر الحديث، وفي ظل هيمنة الأفكار الديمقراطية وحقوق الإنسان الانجذاب إلى القوة العارية لا يزال حاضرًا، حيث يميل الناس إلى الإعجاب بالشخصيات والأنظمة التي تستطيع أن تفرض إرادتها بقوة على العالم، متجاوزة التحديات ومعاندة الأعداء.
إيران، على سبيل المثال، تجذب الكثيرين اليوم بسبب ما يرونه فيها من تجسيد لقوة مناهضة لإسرائيل والغرب، وهي قوة تعمل على قهر العوائق العالمية وفرض إرادتها على الساحة الدولية، رغم الضغوط والعقوبات. إيران، في عيون كثيرين رمز لقوة تصمد أمام الهيمنة الغربية، وتعيد إحياء صورة المقاومة القوية التي لا ترضخ ولا تستسلم، وهذا الإعجاب بالقوة لا يتعلق فقط بالسياسة الخارجية لإيران، بل يمتد إلى شكل النظام الذي يظهر صلابة داخلية وقدرة على السيطرة وتوجيه الأمور رغم كل الصعوبات.
هناك توق عميق في النفس البشرية لرؤية قوة تتحدى وتغلب، وتنتصر على ما يبدو مستحيلا وتسحق كل أعدائها.

BY Groundless Ground


Share with your friend now:
tgoop.com/glodenagenonpervert/254

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) 3How to create a Telegram channel? During the meeting with TSE Minister Edson Fachin, Perekopsky also mentioned the TSE channel on the platform as one of the firm's key success stories. Launched as part of the company's commitments to tackle the spread of fake news in Brazil, the verified channel has attracted more than 184,000 members in less than a month. Choose quality over quantity. Remember that one high-quality post is better than five short publications of questionable value. A few years ago, you had to use a special bot to run a poll on Telegram. Now you can easily do that yourself in two clicks. Hit the Menu icon and select “Create Poll.” Write your question and add up to 10 options. Running polls is a powerful strategy for getting feedback from your audience. If you’re considering the possibility of modifying your channel in any way, be sure to ask your subscribers’ opinions first.
from us


Telegram Groundless Ground
FROM American