tgoop.com/green54/7564
Last Update:
مع تقاطع الغسق رقَّشتُ نصًّا، لكنّني، كما ديدَني، حِرتُ من إفشائه؛ أحسستُ أنَّ فيه لكنةَ شجنٍ متلعثِمة في حُنجور المفردات. مع أوّل تنهيدة ظهرَ يُرِيق الدّموع، فما عساي أن أفعلَ (ومحارِمي) الورقيّة مُخضَّلةٌ بالذِّكريات. بلى، أتفهَّمُ أنَّ الغمَّة فاتحة الارتواء، وأنّ القلم إذا لم يُنقَع أو يُغمَّس في دواة المناحةِ سيَهْتِكُ به العطش، وأنّ الكلمات المُنتَزعة منه عرضيّة وغثّة. حسنًا، الابتِكار علامتنا الفارقة الموغلةُ في الاكتراب، والاكتراب إشارة السَّرد النّثريّ الغارق في البُروء والإبداع، ليس من السَّلِس أن نسطِّر دون تأوّهاتٍ مرّة، وليس من المهارة والإتقان أن يفرُغَ النّصُّ من دمعة.
الدّمعةُ هي نفطُ الحياة... وشَطّ الإخلاص والوفاء، وهي جادَّة العبور إلى القلوب المُقفرة. المألوفون يتجاوَزون اليُمُوم على متن زورَق، والمنهكون يتعدَّون المحيطات، كما القفار، على مَتْنِ دمعة، والدّمعةُ ابتِئاسٌ وبهجة، والدّمعةُ أرقٌ وسُكنى، والدّمعةُ أَرْيٌ وحظل. هِنِّاك حاجات لا تُلهْوِقها الحروف ولا تزركِشها، ولا تنهضُ بآهاتها كدمعةِ رقّةٍ درُّ الدّموع ما أشدّ أمانتها.
BY جَمْهَرَة المَوْعِظَة.
Share with your friend now:
tgoop.com/green54/7564