tgoop.com/hadith505/4401
Last Update:
-
أيَّدَ اللهُ المؤمِنيـنَ معَ رَسولِ اللهِ ﷺ
بجُندٍ مِن المَلائكةِ؛ مُقاتِليـنَ معَهم،
ومُدافِعيـنَ عنهم، وهذا وَعدُ
اللهِ عزَّ وجلَّ للمؤمِنينَ الصَّادِقينَ في
كلِّ زَمانٍ ومَكانٍ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ أنَسُ بنُ مالكٍ
رَضيَ اللهُ عنه: «كأنِّي أنظُرُ إلى الغُبـارِ
ساطِعًا»، أي: مُرتَفِعًا «في زُقاقِ بَني
غَنمٍ»، أي: سِكَّتِهم وطَريقِهم، وبَنو غَنمٍ:
قَبيلةٌ مِن الأنصارِ، وهذا الغبارُ أثَرِ
مَوكِبِ جِبريلَ عليه السَّلامُ -وهو الملَكُ
الموَكَّلُ بالوَحيِ- ومَن معَه منَ المَلائكةِ.
والمَوكِبُ نَوعٌ مِن السَّيـرِ، ويُقالُ للقَومِ
الرُّكوبِ على الإبِلِ للزِّينـةِ: مَوكِبٌ،
وكذلك جَماعةُ الفُرسانِ؛ وذلك حين
أمَرَ رَسولُ اللَّه ﷺ أصحابَه بالسَّيرِ إلى
بَني قُرَيظةَ، وهم قَبيلةٌ مِن اليَهـودِ
الَّذين سَكَنوا المَدينـةَ، وعقَدَ معَهم
رَسولُ اللهِ ﷺ عُهودًا عندَما قدِمَ
المَدينةَ مُهاجِرًا..
وذلك الزُّقـاقُ كان مَهجورًا مِن سَيرِ
النَّاسِ فيه، فرُؤيةُ الغُبارِ السَّاطِعِ منه
تدُلُّ على أنَّهُ مِن أثَرِ جُندِ المَلائكـةِ،
وأشارَ أنَـسٌ رَضيَ اللهُ عنه بهذا إلى أنَّه
يَستَحضِرُ القِصَّةَ حتَّى كأنَّه يَنظُرُ إليها
مُشخَّصةً له بعدَ تلك المُدَّةِ الطَّويلـةِ،
وهو دَليلٌ على قوَّةِ حِفظِه، وتَذكُّرِه
لتلك الغَزوةِ.
وسَببُ ذلك ما وقَعَ مِن بَني قُرَيظـةَ مِن
نَقضِ عَهدِه، ومُمالأتِهم لقُرَيشٍ وغَطَفانَ
عندَما تَحَزَّبوا لقِتالِ المُسلِمينَ في العامِ
الخامِسِ منَ الهِجرةِ في غَزوةِ الأحزابِ
وقد خان يَهودُ بَني قُرَيظةَ عَهدَهم معَ
رَسولِ اللهِ ﷺ في هذا الوَقتِ العَصيبِ
فأوحى اللهُ إلى نَبيِّـه ﷺ بعدَ هَزيمةِ
الأحزابِ أن يَسيرَ إلى يَهودِ بَني قُرَيظةَ
ليُعاقِبَهم على خِيانَتِهم، وسارَتِ
المَلائكـةُ يَقدُمُهم جِبريلُ عليه السَّلامُ
إلى هناك.
لله جنود لا يراها الناس، والله عزيز ذو
انتقـام، لا يغلبه غالب، ولا يمتنع عليه
طاغية ولا جيش كفار، فإذا أراد اللهﷻ
نصرة المؤمنين الذين صدقوا معه،
وثبتوا على دينه، ووحدوه، وأخلصوا
له، وانقطعت أسباب الأرض بهـم
فاتجهوا إلى أسباب السماء فإن الله
لا يخذل لا يخذل من انتصر به ﷻ.
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4401