tgoop.com/hadith505/4404
Last Update:
-
الصَّلاةُ عِمادُ الدِّينِ، وعلى العبدِ أن يَلزَمَ
فيها الخُشوعَ والتدبُّـرَ، وتركَ الانشِغالِ
بأحوالِ الدُّنيـا، ولكنَّه قد يَسهو فيها،
فيَنقُصُ أو يَزيدُ في بعضِ أفعالِهـا،
وهذا السَّهـوُ يحتاجُ إلى ما يَجبُرُه، وقد
شُرِع سجودُ السَّهوِ لمِثلِ ذلك.
وفي هذا الحديـثِ يَحكي عبدُ اللهِ
بنُ مسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه ما حَدَثَ
للنبـيِّ ﷺ مِن سَهوٍ في الصَّلاةِ، فيُخبِرُ
أنَّ النبيَّ ﷺ صلَّى يومًا، قال إبراهيمُ
النَّخَعيُّ -راوي الحديثِ-: «لا أدري زادَ
أو نَقَص»، ويُبيِّن أنَّه زاد ما في
الصَّحيحينِ: «صلَّى النبيُّ ﷺ الظُّهرَ
خَمسًا»، فلمَّا سَلَّم مِن صَلاتِـه سَأله
بعضُ مَن صلَّى معه:
أَحَدَثَ في الصَّلاةِ شَيءٌ؟ والمقصودُ
السُّؤالُ عن حُدوثِ شَيءٍ مِن الوَحيِ
يوجِبُ تغييرَ حُكمِ الصَّلاةِ بالزِّيادةِ على
ما كانت معهودةً.
فقال لهم النبـيُّ ﷺ: «وما ذاك؟»، وهو
سؤالُ مَن لم يَشعُر بما وَقَع منه،
ولا يقينَ عِندَه ولا غَلَبةَ ظَنٍّ، وهو
خِلافُ ما عندَهم؛ حيثُ قالـوا: «صَلَّيتَ
كذا وكذا»؛ فإنَّه إخبارُ مَن يتحَقَّقُ
ما وقَع. وقولُهم: «كذا وكذا» كنايةٌ عمَّا
وقَع زائدًا على المعهودِ.
قال ابنُ مسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه: فثَنى
النبيُّ ﷺ رِجلَيه، فجَلَس كهَيئةِ القُعودِ
للتشهُّدِ، ثمَّ سجَد سَجدتَينِ للسَّهوِ، ثمَّ
قال لهم: إنَّه لو حَدَثَ في الصَّلاة شيءٌ
لأَخبَرتُكم به، وقال: إنَّما أنا بَشَرٌ مثِلُكم،
أنسَى كما تَنسَونَ؛ فإذا نَسيتُ
فذَكِّروني.
ولعلَّ مِن حِكَمِ اللهِ تعالى في تَقديرِ
سَهوِه ﷺ: تَعليمَ أُمَّتِه كيف تَصنَعُ إذا
سـهَا الإمامُ في الصَّلاةِ. ثمَّ قال ﷺ
للنَّاسِ: «وإذا شَكَّ أحدُكم» فنَسيَ في
صَلاتِـه فلم يَدرِ أزادَ فيها أم نقَصَ،
«فليَتَحَرَّ الصَّوابَ»، فيَجتهِدَ في معرفةِ
الحَقِّ والصَّوابِ؛ فإذا غلَب على ظنِّه
شَيءٌ أو لقَرينـةٍ معه ورآهُ أقرَبَ إلى
الصَّوابِ، فليُتِمَّ بِناءً عليه، ثمَّ يسجُدُ
للسَّهوِ سَجدتَينِ.
والمقصودُ مِن الحديثِ: أنَّ مَن سَها في
صَلاتِه وزادَ فيها وسَلَّمَ وهو ناسٍ،
ثمَّ ذَكَر بعدَ سَلامِه، فإنَّه يَستقبِلُ القِبلةَ
ويَسجُدُ للسَّهوِ؛ فإنَّ سُجودَ السَّهوِ مِن
تمامِ الصَّلاةِ، ولـو كان بعدَ السَّلامِ، فهو
جُزءٌ مِن الصَّلاةِ، ويُشـترَطُ له استِقبالُ
القِبلةِ كالصَّلاةِ.
= يكون سجود السهو في موضعين
قبل السلام، وبعد السلام في موضعين،
قبل السلام إذا كان عن نقص أو شـك
لم يترجح أحد الأمريـن، وبعد السلام
إذا كان عن زيادة أو شك ترجح فيه
أحد الأمرين.
أمَّا الشـك الذي يطرأ بعد انتهاء الصلاة
فلا عبرة به، وهو بـاب للوسوسة، فلا
تأثير له البتة؛ اللهم إلّا إذا صار يقينًا،
يعني واحد تيقن أن صلاتـه سليمة
وسلّم، بعد السـلام جاء ناس ونبهوه
إلى أن في صلاته نقص.
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4404