tgoop.com/hadith505/4416
Last Update:
-
شَرَعَ اللهُ عزَّ وجلَّ الوصيَّةَ لُطفًا بعِبادِه
ورَحمةً بهم عِندما جَعَلَ للمسـلمِ نَصيبًا
مِن مالِه يُوصي به قبلَ وَفاتِه في
أعمالِ البِرِّ التي تَعودُ على غيرِه بالخيرِ،
وتَعودُ على الموصي بالأجرِ والثَّـوابِ.
وفي هذا الحديثِ حثَّ النَّبـيُّ ﷺ وأكَّدَ
على المُبادَرةِ بكِتابةِ الوَصيَّـةِ قبلَ
مُباغَتةِ الموتِ، وبيَّنَ أنَّه لَيس لائقًا
بالمسلمِ -سَـواءٌ كان رجُلًا أو امرأةً- وله
شَيءٌ يُوصي فيه مِن الأموالِ، والبَنينَ
الصِّغـارِ، والحُقوقِ التي له، وعليه؛ مِن
ديونٍ، وكفَّاراتٍ، وزَكَواتٍ فرَّطَ فيها، أن
تَمضيَ عليه لَيلتانِ أو أكثرُ؛ إلَّا ووَصيَّتُه
بهذا الشَّيءِ مَكتوبةٌ ومَحفوظةٌ عِندَه،
فإذا وصَّى بذلك أُخرِجَت الدِّيـونُ مِن
رَأسِ المالِ، وأُخرِجَ غيرُها مِن ثُلثِه.
قال الحافظ ابـن حجر رحمه الله:
وفي الحَديـثِ مَنقَبةٌ لِابنِ عُمَرَ لِمُبادَرَتِهِ
لِامتِثَالِ قَولِ الشَّارِعِ ومواظَبَتِهِ عَلَيهِ،
وفيهِ النَّدبُ إِلَى التَّأَهُّبِ لِلمَوتِ
والِاحتِرازِ قَبلَ الفَوتِ لِأَنَّ الإِنسـانَ
لا يَـدري مَتى يَفجَؤُهُ المَوتُ لِأَنَّهُ ما مِن
سِنٍّ يُفرَضُ إِلَّا وَقَد ماتَ فيهِ جَمعٌ جَمٌّ
وكُلُّ واحِدٍ بِعَينِهِ جائِزٌ أَن يَموتَ في
الحالِ فَيَنبَغي أَن يَكونَ مُتَأَهِّبـًا لِذَلِكَ
فَيكتب وَصيَّتَهُ ويَجمَعَ فيها ما يَحصُلُ
لَهُ بِهِ الأَجرُ ويُحبِطُ عَنهُ الـوِزرَ مِن
حُقوقِ اللَّهِ وحُقوقِ عِبـادِهِ
واللَّهُ المُسـتَعان. [ فتح الباري شرح
صحيح البخاري ٤١٩/٥ ]
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
"من صواب الأمر للمـرء أن لاتفارقه
وصيته". [ الترغيب والترهيب،
لقوام السنة ٢٦٥/٣ ]
وقال بكر المزني: إن استطاع أحدكم
أن لايبيت إلا وعهده عند رأسه مكتوب
فليفعل، فإنه لايـدري لعله أن يبيت في
أهل الدنيا ويصبح في أهل الآخرة.
اللهــم أعن على إحياء السنن،
وأحي اللهــم قلوبنـا بذكر الموت
وأخذ الأهبة له.
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4416