tgoop.com/hadith505/4425
Last Update:
-
الإيمـانُ الحقيقيُّ يُعرِّفُ صاحِبَه بعَظَمةِ
اللهِ تعالى، فيُبعِدُهُ عن التَّجاوُزِ في
معصيتِهِ أو الاستِمرارِ في ذلك.
وفي هذا الحَديثِ وصَفَ عبدُ اللهِ بنُ
مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه حالَ المُؤمِنِ مع
ذُنوبِه، وشبَّهه برجُلٍ قاعدٍ تحتَ جبَلٍ
يَخافُ أن يَقَعَ عليه؛ ومَن وقَعَ عليه
الجبلُ فلا يُظَنُّ له نَجاةٌ، فـالمُؤمِنُ ينظُرُ
إلى عَظَمةِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، وجَلالِـه، وعِزِّ
سُلطانِه، وغناه عن خَلقِه، وفَقرِ خَلقِه
إليه، وأنَّ يَسيرَ المعصيةِ له جَلَّ جَلالُه
ليس بيسيرٍ عند المُؤمِنِ؛ فلذلك يرى
كأنَّه قاعدٌ تحت جَبَلٍ؛ مِن خَوفِ ما أتى
بينَما يَنظُرُ الفاجِرُ -وهو الفاسِقُ
المُستهترُ- لذُنوبِه باستخفافٍ، حتى إنَّه
يرى كبائِرَ الذُّنـوبِ سَهلةً يسيرةً، فكأنَّها
ذُبابٌ مرَّ على أنفِه فأشار بيَدِه، فذَهَب
الذُّبابُ ولم يُؤثِّر فيه، لا لخِفَّةِ ذُنوبِه،
ولـكِن لخِفَّةِ إيمانِه باللهِ سُبحانَه.
قـالَ ابنُ أَبي جَمرةَ رحمه الله:
الـسَّبَبُ في ذَلِكَ أَنَّ قَلبَ الفاجِرِ مُظلِمٌ؛
فَوُقوعُ الذَّنبُ خَفيفٌ عِندَهُ؛ ولِهَذا تَجِدُ
مَن يَقَعُ في المَعصيةِ إِذا وُعِظَ يَقولُ:
هَذا سَهلٌ.
[ فتح الباري شرح صحيح البخاري ]
ــ ١٠٩/١ ــ
والشيطان لا يرضى منك بذنبٍ حقير
واحد ولا ريبَ؛ وإنما يستدرِجُك شيئًا
فشيئًا حتى تفعل ذنبًا وراءه ذنبٌ،
ولا تزال الذنـوبُ تتراكم بعضُها على
بعض دون توبـةٍ واستغفار، وهذا هو
الهلاك والخسران، أعاذنا الله مِن ذلك.
قـال الفُضَيلُ بنُ عياضٍ رحمه الله:
"بِقَدرِ ما يَصغُرُ الذَّنبُ عِندَكَ يَعظُمُ
عِندَ اللَّهِ ، وبِقَدرِ ما يَعظُمُ عِندَكَ يَصغُرُ
عِندَ اللَّهِ".
[شعب الإيمان للبيهقي ٤٢٨/٥]
فَينبَغي أن يَكونَ المُؤمنُ عَظيمَ الخَوفِ
مِنَ اللهِ تعالى مِن كُلِّ ذَنبٍ، صَغيـرًا كانَ
أو كَبيـرًا؛ لأنَّ اللهَ تعالى قد يُعذِّبُ على
القَليل، قـال تعالى:
﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا
الْقَوْمُ الْخَاسِـرُونَ﴾ [الأعراف: ٩٩].
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4425