tgoop.com/hadith505/4431
Last Update:
-
الحَسَدُ أنواعٌ مختلِفة: فمِنه: حَسَدٌ
مَذمومٌ محرَّمٌ شرعًا، وهو أن يَتمنَّى
المرءُ زَوالَ النِّعمةِ عن أخيهِ. ومنه:
حَسَدٌ مَحمـودٌ مُستحَبٌّ شرعًا، وهو أن
يرَى نِعمةً دينيَّةً عندَ غيرِه، فيَتمنَّاها
لنفسِه مِن غيرِ تَمنِّي زَوالِها عن صاحبِها
ويُسمَّى الغِبطةَ، وهو ما عَنَاه النَّبيُّ ﷺ
في هذا الحَديثِ بقولِه:
«لا حَسَدَ إلَّا في اثنتَين»، أي: إنَّ
الحسدَ لا يكونُ مَحمودًا إلَّا في أمرَين؛
فالأوَّلُ: «رجلٌ علَّمه اللهُ القـرآنَ، فهو
يَتلـوه آناءَ الليلِ وآناءَ النَّهارِ»، أي:
يَتلُوه على الدَّوامِ ويستَمِرُّ على ذلك
في ساعاتِ الليل والنهار، «فسَمِعه جارٌ
له، فقال: لَيتني أُوتِيتُ مِثلَ ما أُوتيَ
فُلانٌ، فعَمِلتُ مِثلَ ما يَعمَلُ»، يعني:
فرَتَّلتُه وقرأتُه مِثلَ جاري.
«ورجلٌ آتاهُ اللـهُ مالًا» حلالًا، «فهو
يُهلِكُه في الحقِّ» فيُنفِقُه كلَّه في
الطَّاعاتِ والبِرِّ، فيما ينفَعُه وينفَعُ غيرَه،
ويُرضي ربَّه، «فقال رجُلٌ: لَيتني أُوتيتُ
مِثلَ ما أُوتيَ فلانٌ، فعَمِلتُ مِثلَ ما
يَعمَلُ»، أي: يتمنَّى الفقيرُ أن يكونَ مِثلَ
الرَّجُلِ الغنيِّ، ويَغبِطُه على هذه النِّعمةِ،
فهذا ليس مَذمومًا شرعًا، بل هو ممَّا
يَنبغي للمُسلميـن التَّسارُعُ فيه؛
ليُحصِّلوا الأجرَ والثَّوابَ.
هذا الحديث يدلُّ دلالة واضحة على
أنَّ صاحب القرآن -الذي يتلوه آناء
اللَّيل وآناء النَّهار- في غِبطةٍ عظيمـة؛
أي: في فَرحٍ وَحُسنِ حال.
فإذا أعطى الله الإنسان القـرآن، وعلَّمه
معانيه، ووُفِّق لتصديقه، والعمل به،
فهذا الذي لا يعدلـه شيء من الدنيا
أبدًا، وأكثر الناس عن هذه غافلون،
وإنما يقرؤون القـرآن من باب التبرُّك
وطلب الثواب في قراءته، أما أن
يقرؤوه على أنه غنيمة وغبطة، فهذا
قليل، ولكن ليس معدومـًا، والحمد لله.
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Share with your friend now:
tgoop.com/hadith505/4431